غير متمنعة على المعرّف ، ولا ممتنعة على المدبر ، ثم وذلك كله ـ او من ذلك ـ ما هو عن شعور التسبيح : (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)!
وفي تقديم النجم على الشجر في السجود إشارة الى تقدمه عليه في ظاهر السجود ، فيما النجم هو النبات المنبسط على الأرض ، فكله رأس وكله سجود ، مهما كان الشجر ساجدا بعروقه وسوقه الناعمة ، فان أصل الساق قائم وان كان قيامه أيضا سجودا فانه قيام بأمر الرحمان!.
فهل تعني هذه الآية ، اليتيمة في نجمها ، ما لا تعنيه آيات النجوم كلها (١)؟ ودون أية قرينة فيها! اللهم إلا قرينة الشجر؟ كلا! فعل الجمع أرفق ، وبالتدليل على السجدة الشاملة أوفق ، وقد تتحمله الآية دون تحميل ، كما وتتحمله اللغة : فالنجم يشمل كل ناجم وطالع ، وطلوع كل شيء بحسبه.
(وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) :
ان رفع السماء يوحي بأنها كانت سماء من ذي قبل ثم رفعت ، ترى انها كانت سماء خافضة فرفعت والسماء هي جهة العلو؟ فكيف كانت سماء إذا؟ ثم ترى الى أين رفعت؟ وعلى م؟ وبم؟.
السماء هذه ـ قبل رفعها ـ هي الدخان الغاز ، حصيلة تفجرة المادة الام : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ..) (٤١ : ١٢) وكان الغاز هذا في المادة الام ففتقها الله فانفتقت أرضا هي زبد الأرض الام : مادة الأرضين السبع ، وانفتقت غازا هي السماء الام:
__________________
(١) إذ ليس في القرآن آية يتحمل النجم فيها ما ينجم من النبات إلا هذه ، وآيات النجوم اثني عشر آية.
(الفرقان ـ ٢)