كتاب وليست ببينات معجزات ، وإنما هي مبيّنات بمعجزات أصحاب الرسالات ، ومهما كانت ميزانا بالمآل ، ولكنها بما تثبته البينات.
ومن ثم فحملة الرسالات يحملون معهم بينات تثبت تلكم الرسالات ، معجزات كافية وآيات وحجج بالغة وافية لحمل الناكرين على التصديق ، من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وإلا فليجابه بحديد.
ثم الكتاب الحامل لشريعة الله ، ناهج مناهج الحياة في كافة الإطارات ، وهل ترى الكتاب والبينات يكفيان لتقويم الناس بالقسط دون ميزان معهم يزنون به البينات والكتاب ، ويزنون به الجماعات ، فيثبتون الحجة ببيناتهم في قلوب الناس ، ويحملونهم على تصديق الكتاب ، ومن ثم الى وعيه وتطبيقه؟.
كلا! انه لا بد من ميزان : عقلي وعلمي وتطبيقي بوحي ، كما الكتاب وحي ليوزن الوحي بالوحي ، ويصدق الوحي ويطبق بالوحي!.
فميزان الرسل إضافة إلى البينات والكتاب ، هو عقل الرسالة وروحها وعصمتها وقدسيتها وحكمتها وحكمها : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) (٤ : ١٠٥) وهذه الثلاث كلها نازلة من سماء الوحي : بينة وكتابا وميزانا ، فلا يحمل الرسل من الأرض إلا قوالب وأجسادا ، وأما القلوب والأرواح فهي نازلة بالوحي : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (١٧ : ٨٥) روح القرآن وروح نبي القرآن : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (٤٠ : ١٥) (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (١٦ : ٢) فهؤلاء الرسل الكرام أرواحهم القدسية وعقولهم وعصمهم موازين لوزن البينات والكتاب والمرسل إليهم ، ومن ثم (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)! وترى ان الناس يقومون بالقسط ـ فقط ـ بالبينات والكتاب؟ كلا! وحتى المؤمنين منهم ، فلا بدّ من ميزان لتقويمهم على حكم الكتاب بالعدل كما يقومون بالبينة والعقل ، من ميزان الحكم القويم المستقيم على ضوء الكتاب بحجة