ويحرّر ، وهل يشترط فيها الإيمان؟ اللهم نعم ، كما تدل آيات التحرير وحكمته.
تحرير رقبة جزاء بما نوى أسر رقبة : أن يحرم زوجته عما يحق لها وقد جعل الله العتق في كفارات متنوعة ، وسيلة من وسائل التحرير للرقاب التي أوقعها نظام الحروب ، وحكم الإسلام بالترقيق لأسرى الحرب ، ثم حكمه هنا وهناك بتحريرهم ، حكمان عادلان ، في الأول تسلب حرية الأسير الكافر كفا عن بأسه ، وإشغاله كما يجب إسلاميا ، وتثقيفه كذلك ، حتى إذا أسلم يأتي دور الحكم الثاني : التحرير.
(ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) أن تكفّروا فلا ترجعوا لمثله (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) :
من ظهار ، وعود له ، أو وطيء قبل الكفارة أو بعدها (خَبِيرٌ).
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا).
لم يجد تحرير رقبة ، سواء أكان عدم الوجدان لعدم وجود رقبة كما في هذا الزمان ، أو لعدم مال يكفيه لاشتراءه ، أو لأنه هو رقبة فلا يملك رقبة حتى يحررها ، أو لحاجة مدقعة إليه رغم وجود المال ، أو وجود الرقبة ، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. كفارات مترتبة أوسطها صيام شهرين متتابعين ، والتتابع هنا كما في كفارة الصيام.
(فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ).
والنص : «ستين» يحكم بعدم جواز إطعام واحد أكثر من واحد ، خلافا لأبي حنيفة : أن «لو أطعم مسكينا واحدا ستين مرة يجزي» : خلافا لنص الآية» (١).
وواجب الإطعام هو المعتاد في الطعام ، وان زاد ففضل ، «ذلك»
__________________
(١) ومن الغريب احتجاج أبي حنيفة لرأيه بان «المقصود دفع الحاجة وهو حاصل» وهذا اجتهاد مقابل نص القرآن!.