بجنب الآخرة ، إذ يصلون : يوقدون ، جهنم ، كما كانوا وقودا لنيران المؤامرات يوم الدنيا ، وحسبهم من عذاب الدنيا أن الله يفضحهم في مكائدهم ومصائدهم ضد الرسالة الإسلامية (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ)!.
وطالما لم يؤثر النهي عن النجوى في المنافقين ، ولكنه مؤثر في الجماعة المؤمنة التي قد تنجرف في نجوى سيئة فتؤدي بها إلى «الإثم (وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) كالتشاور فيما يرتبط بالسياسة الإسلامية ، بعيدا عن القيادة ، والتجمعات الجانبية ، تناجيا هنا وهناك ، المنافية لروح التنظيم الإسلامي ، فإنها قد تؤدي ـ وكثيرا ما تؤدي ـ إلى البلبلة والفوضى ، الراجعة (بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) وإن لم تكن مقصودة! إلا أن مجرد الإثارة للمسائل الجارية ، وإبداء الآراء فيها على غير علم ، وبعيدا عن القيادة ، قد يؤدي إلى هذا الثالوث المنحوس الذي يبغيه المنافقون ضد الإسلام.
فحذار حذار أيتها الجماعة المسلمة أن تعاونوا المنافقين على أنفسكم في تناجيكم الجانبية ، فتصبحوا أعداء أنفسكم وسائر المؤمنين!.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) :
(تَناجَوْا بِالْبِرِّ) : في علاقاتكم الفردية والجماعية ، ما ثبت أنه برّ : واسع الخير والبركة (وَالتَّقْوى) : التجنب عن سخط الله ، وعن معصية رسول الله ، «تناجوا» فيما بينكم لترك التصميمات الجانبية ، فيما يرتبط بالقيادة والتنظيم والسياسة الاسلامية «تناجوا» تخفيا عن الأعداء ـ لا عن المؤمنين المسالمين ـ أو تخفيا عن ضعفاء العقول من المؤمنين ، الذين يفشون الأسرار جهلا فتبوء بالخسارة والدمار ، «تناجوا» متقين عن محاظير التناجي فرديا وجماعيا.
(إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :