(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) :
عذابا شديدا في الدنيا بفضحهم على رؤوس الاشهاد ، وفي الآخرة برضخهم ودقهم يوم تقوم الاشهاد :
(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) :
يهينهم الله بعذابه كما أهانوا دين الله ، وصدّوا عن سبيل الله ، بما اتخذوا أيمانهم جنة: وقاية عما يصيبهم بتجسّسهم ضد المسلمين ، وتحسّسهم لصالح الكافرين ، وهم هنا جماعة من اليهود المغضوب عليهم كما في آيات عدة ، تحالفت معهم جماعة من المنافقين ضد الدولة الإسلامية.
(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) :
فإنما المغني من الله ـ إضافة إلى فضل الله ـ عقيدة الايمان وعمل الايمان ، فأما الأموال والأولاد فلا ، إلا إذا استخدمت في سبيل الله ... وكما كانوا أصحاب نيران المكائد حياتهم ، ف (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) في الآخرة (هُمْ فِيها خالِدُونَ) :
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) :
(فَيَحْلِفُونَ لَهُ) : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٦ : ٢٣) مما يوحي بأن النفاق قد مزج قلوبهم لحدّ لا يفصلهم عنه فاصل البرزخ والقيامة ، وهما يوما بروز الحقائق (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) من الحياة عن العذاب بهذه القولة الماكرة (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) كأن الكذب يخصّهم وهم يخصّونه ، فلا كاذب إلا إياهم! كذبا في حلفهم ، وكذبا في زعمهم.