يَشاءُ) (٥ : ١٧) وملك المصير : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (٥ : ١٨) إذا فليس للخلق سيد سواه.
(الْقُدُّوسُ) : مبالغة في القدس ، حقا في الله الملك ، فلا قدس يحق ويجب في الملك إلا وفيه حقه غير المحدود ، لا يملك إلا بقداسة ، ولا يحكم ويحاسب إلا بقداسة ، ولا يعذب إلا بقداسة ، فالقداسة المطلقة اللانهائية مشعة في الملك الإله دون من سواه ، ومن قدوسيته سلامه : (السَّلامُ) : سلام في ذاته ، عن كل نقص ورين ، وفي صفاته عن كل ظلم وشين ، سلام في دعوته : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) (١٠ : ٢٥) وفي هدايته لمن يتقبل دعوته : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) (٥ : ١٦) وفي جزاءه للسالكين سبل السّلام : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٦ : ١٢٧) (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (١٠ : ١٠) لذلك يحق له التسليم : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) (٢ : ١١٢) (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٣ : ٨٣).
أجل انه سلام دون سأم ، وليس السأم إلا بما كسبت أيدينا ويعفو عن كثير فعذابه السأم سلام في حساب الحق والعدل ، وكما ان سلامه لغير أهله ـ والعياذ به ـ سأم في هذا الحساب ، فالخير كله بيديه والشر ليس إليه ، فإنه يؤمن ولا يؤمن عليه : (الْمُؤْمِنُ) : يؤمن بذاته المقدسة الملك القدوس السّلام ، ويؤمن خلقه أجمع مما تتعرض لهم من بواعث البوار ، به وبما يرسل عليهم حفظة : (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) (٦ : ٦١) ويؤمن المؤمنين ويؤمّنهم عن الزلة والانحراف يوم الدنيا ، وعن ذلة العذاب والانجراف في النار يوم الدين ، فهو مؤمن بعد له وفضله من يستحق الأمن أو لا يستحقه ، فضلا منه لمن يستحقه.
(الْمُهَيْمِنُ) : سلطان على خلقه رقيب ، كما وان كتابه مهيمن على ما قبله