مستهزء بشريعة الله ، فهو «كالذابح نفسه» على حدّ المروي عن الإمام الصادق عليه السّلام (١) كما ويذبح غيره.
وحاشا الله أن يأمر ، او يسمح بأمر ونهي فيهما الفساد ، وهو يصرح انه خلاف العقل : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) وانه ممقوت عنده مقتا عظيما (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) فهو يستجر اللعنة بدل الرحمة كما عن الإمام علي عليه السّلام : «لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به» و :
«فانهوا عن المنكر وتناهوا عنه فإنما أمرتم بالنهي بعد التناهي».
فالتقوّل في عدم اشتراط وجوب أو جواز الأمر والنهي بفعل ما يأمر وترك ما ينهى ، إنه خلاف العقل ، وخلاف النقل كتابا وسنة ، ونشبع البحث كما يجب في آياته الخاصة إن شاء الله.
كذلك وسائر الأقوال الحسنة المخبرة عن أفعالك ، أو الواصفة لحسنات الآخرين ، يجب أن تجاوب أفعالك أنت ، أو تكون كذبا ومقتا كبيرا عند الله (٢) ، فإنما القول تعبير عما في الضمير ، أو ما تضمر من نية أو عقيدة أو فعل ، فليجاوبها كما يمكن ويرام ، وهو لزام الإيمان ، ولذلك يخاطب به المؤمنون :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ..) إيحاء بأن عقيدة الإيمان تستلزم عمل الإيمان ، وإلا فلا إيمان ، إلا صورته وخياله ، وهذا مقت كبير عند الله : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) فمهما كان ترك الفعل الحسن لمن لا يقول مقتا ، فهو ممّن يقول أشد مقتا.
__________________
(١) البرهان ج ١ ص ٩٣ العياشي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له : «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ..» قال : فوضع يده على حلقه ـ قال : كالذابح نفسه.
(٢) ومن ألطف ما ورد في نفاق الكذب ما رواه أحمد بن حنبل وأبو داود عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : أتانا رسول الله (ص) وأنا صبي فذهبت لأخرج لألعب ، فقالت امي : يا عبد الله تعال أعطك ، فقال لها رسول الله (ص): «وما أردت أن تعطيه»؟ فقالت : تمرا ، فقال (ص): «أما انك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة».