الكتاب المسيحيين المبشرين (١) ان (بيركلتوس) اليونانية تعني : الذي له حمد كثير : (أحمد ـ محمد) ، مهما حاول الآخرون أن يجعلوها (باركلتوس) لكي تعنى المسلي حتى يتخلصوا عن محمد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ويتسلوا إلى روح القدس المزعوم الذي يوحي لهم كما يشتهون ، فيصبحوا أنبياء يوحي الكنيسة من الروح ، إلا أن تواجد الاولى في الترجمات الإنجيلية قبل الإسلام ، ثم تحرّفها إلى الثانية بعد الإسلام مما يكشف عن مدى ميدهم عن حق البشارة إلى باطل يهوونه ، غلطة عامدة تجرهم إلى غلطات.
ومما يدلنا تاريخيا ان المبشر به هنا نبي بعد السيد المسيح لا روح القدس المسلي دعوى جماعة من المسيحيين انهم (بيركلتوس) الموعود المنتظر (٢).
ومن ثم مواصفات المبشر به في آياتها تحيل أن يكون هو روح القدس المسلي ، فإنه : (بيركلتوس آخر) (يوحنا ١٤ : ١٦) وروح القدس واحد ليس معه ولا بعده آخر ، فانما هو نبي آخر ، حيث الحمد الكثير يحمله النبيون أجمع فهم كلهم معنويا : (بيركلتوس) : أحمد ، وإن كانوا في ذلك درجات ، ثم النبي الآخر له من معناه النصيب الأوفر ، لحدّ خص باسمه دونهم (أحمد ـ محمد) مهما شاركوه في درجات أدنى من معناه : الحمد الكثير!
__________________
(١) كعبد المسيح في ينابيع الإسلام ص ١٥٢ حيث يقول : زعم العرب ان فار قليطا معرب بريكليطوس ولكنه من بار اكليطوس ، وكالاستاذ الحداد في كتابه مدخل إلى الحوار الإسلامي المسيحي.
(٢) يقول وليم ميور في كتابه لب التاريخ ط ١٨٤٨ ـ ان «منتنس المسيحي الذي كان رجلا تقيا شديد الرياضة ادعى في آسيا الصغرى اني فارقليط موعود المسيح الذي تنتظرونه فآمن به طائفة منهم ، ويقول أيضا : ان اليهود والنصارى زمن محمد كانوا بانتظار النبي الموعود فار قليطا فاتخذه محمد ظرفا صالحا للادعاء اني أنا فار قليطا موعود المسيح.
وفي التواريخ والآثار : انه لما كتب الرسول محمد (ص) كتاب الدعوة إلى الإسلام للنجاشي ، انه لما وصله الكتاب قال : أشهد بالله انه هو النبي الذي ينتظره أهل الكتاب وكتب في جوابه : أشهد انك رسول الله (ص).