ولئن سئلنا لماذا بشر بأحمد؟ ومحمد أشهر! فالجواب : ان (بيركلتوس) اسم وصفي عني به محمد وصفا في : (بيركلتوس آخر) : نبي آخر ، فان النبيين كلهم محمّدون أوصافا إذ يحملون الحمد الكثير ، مهما حمله محمد الأخير اسما ووصفا وكما في نص سليمان عليه السّلام (وكولو محمّد يم) : وكله محمد : اسما ووصفا وخلقا ودينا وفي كل شيء (١) ، ثم وعني به أحمد في سواه (٢) إذ قصد تفضيله على السيد المسيح وسواه كما في النص الثالث الآتي شرحه ، فأحمد هو الأفضل إطلاقا في حمل الحمد ، وكما هو حامل لواء الحمد يوم القيامة.
ومما يفضل به هذا المحمد الآخر انه الأخير من مواكب الرسالات الإلهية أيضا : «فيعطيكم بيركلتوس آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (يوحنا ١٤ : ١٦) ف (كم) هنا لا يعني ـ ومحال أن يعني ـ الجماعة المخاطبين زمن المسيح فقط ، إذ لم يكونوا مؤبدين بأشخاصهم ، وكما أن أبدية المحمد الآخر هي أبدية الشخصية الرسالية لا الشخص ، فهو خاتم النبيين.
وسمة أخرى ل (بيركلتوس) يعنى فيها (أحمد) «انه خير لكم أن أنطلق لأنه ان لم انطلق لا يأتيكم (بيركلتوس)» فهل ان روح القدس خير من السيد المسيح حتى يصبح ذهابه لمجيء الروح خيرا لهم؟ أم وإذا كان خيرا منه ، أينفصل عنه ولحد استحالة الجمع بينهما؟ «إن لم انطلق لا يأتيكم» وهذه تصريحة بينة ان المبشر به كائن مستحيل الاتصال بالسيد المسيح ، وإذا كان هو روح القدس المتصل بالنبيين أجمع ، استحالت نبوة السيد المسيح ، فالذين يحاولون في
__________________
(١) في نشيد الأناشيد ٥ : ١٥ «حكو ممتقيم وكولو محمد يم زه دودي وزه رعى بنت يرشالام ، أي : فمه حلو وكله محمد هذا محبوبي وهذا ناصري الذي يرعاني يا بنات أورشليم.
(٢) إذا فلا يتم في «احمد» رغم ما يتقوله الأستاذ حداد في (مدخل إلى الحوار الاسلامي المسيحي) بقوله : اسم النبي العربي في القرآن هو محمد كما يرد في أربع آيات : (٣ : ١٤٤) (٣٣ : ٤٠) (٤٧ : ٢) (٤٨ : ٢٩) لذلك فوروده بلفظ احمد مرة يتيمة مشبوه ولا يعرفه الواقع التاريخي.