تحويل أحمد إلى روح القدس ، انهم يحيلون نبوة السيد المسيح في الوقت ذاته ، إذ أحال المسيح مجيء (بيركلتوس) لو لم يذهب هو ، وجنّد ذهابه لمجيء (بيركلتوس) فهل هو إذا روح القدس ملازم النبيين ، وملازم السيد المسيح طوال رسالته؟! إنه أفضل من السيد المسيح إذ اعتبر ذهابه خيرا لغاية مجيء (بيركلتوس) ولأنه (أحمد) أفضل منه محامد وممن سواه ، فليكن من أفضل أولى العزم من الرسل ، ومن شهود هذه الأحمدية : «ولكن متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يوحنا ١٦ : ١٣) مما يوحي أن السيد المسيح لم يرشد إلى جميع الحق ، ولأن حامل هذا الإرشاد الشامل ، شرطه أن يحمل الحمد الشامل : أن يكون (أحمد) ليرشد العالم مع الأبد إلى كل خير ، كما وأن لفظ البشارة (أحمد) يوحي بهذه الأفضلية الأحمدية.
لذلك ، وأن المبشر به يحمل الرسالة الأخيرة التي هي الرسالات كلها وزيادة نرى السيد المسيح يردد تأكيده به في توصيات : «الآن قلت لكم قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون» (يوحنا ١٤ : ٢٩).
وأنه يعتبر حفظ وصاياه من شروط مجيء (بيركلتوس) : «إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الخالق فيعطيكم (بيركلتوس) آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (يوحنا ١٤ : ١٥ ـ ١٦).
ولقد عبر عن أحمد في نص يوناني آخر ب (ايودكيا) كما في (لوقا ٣ : ١٤) : «وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماويين يسبحون الله ويقولون : الحمد لله في الأعالي وعلى الأرض (إسلام) وللناس (احمد) ، رغم ان التراجم تقول : «وعلى الأرض السّلام للناس الذين بهم المسرة» وكما هو دأبهم في تحريف الترجمات عن البشارات المحمدية.
فهم يترجمون (ايريني) ب (سلام) و (ايودكيا) ب (مسرة) رغم انهما