سلطانه بعده واسمه (أحمد)» (١).
هكذا يترجم الآية القسيس أو سكان الأرمني ، بعد الآيات السابقة لها ، المبشرة برسالة عالمية من نسل قيدار بن إسماعيل ، وأحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم من ولده.
وهكذا يبشر السيد المسيح بني إسرائيل والحواريين بالرسالة الأحمدية المحمدية ، مفضلا له على نفسه وسواه ، وانه يستقل بشريعة عالمية خالدة فيها تبيان كل شيء : كما بشر به النبيون من قبل :
(فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) : بينات فيما بشر به من اسمه وسماته وصفاته ، وآيات بينات في كتابه تبين بوضوح انه من عند الله العزيز الحكيم ، وبينات في تشريعاته وتصرفاته ، بحيث أصبح كله بينات ، ولكنهم لحقدهم العصيب (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) ترى كيف تكون الحقيقة إذا كانت البينات الأحمدية سحرا؟! ان صيغ البشارة بالنبي الآتي ، التي نعهدها من حملة الرسالات الإلهية ، تصور لنا حلقات الرسالة المترابطة ، يسلم بعضها إلى بعض ، وهي وحدة متماسكة في أصلها واتجاهها ، مهما اختلفت في شكلياتها حسب المقتضيات ، انها ممتدة من السماء إلى الأرض ، وبشارة السيد المسيح ثابتة بهذا النص ، سواء تواجدت في الأناجيل الحالية أم لا ، ولكنها موجودة كما عرفناه وإن كان عليها سمة التحريف فإن نور الله لا يطفئ مهما حاول الكافرون في إطفائه.
وبشارة السيد المسيح لا تختص باسم (أحمد) وإن كانت أفضلها إذ يحمل تفضيله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. فالنص «وإذ قال» مما يدل على انه من بشاراته ، لا «إذ كان يقول» حتى تدل على انه كان (أحمد) دائما ، بل و (محمد) أيضا.
هنا نلفت أنظار الذين يقولون : اننا مسيحيون ، ثم لا يؤمنون بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم
__________________
(١) راجع (رسول الإسلام) ص ٥٨ ـ ٦١.