المسنونة لصالح الإنسان ، وتوفيقه الذي يرافقه فيه : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (٦ : ١٥٣).
ومن نصرة الله نصرة رسوله الدال عليه ، السالك سبيله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١٢ : ١٠٨) كما والتنظير : (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) يوحي بأصالة هذه النصرة في نصرة الله ، فكونوا أنصارا لرسول الله في الدعوة والاتجاه الى الله ، وتطبيق ونشر شريعة الله ، في صفوف متراصّة رزينة رصينة صامدة لا تنفصم : (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٧ : ١٥٧) وتعاكس نصرة الله هكذا أن ينصر ناصريه ، مما يدلّ على أن نصرته تعالى هي نصرتهم أنفسهم بدلالته وتوفيقه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) (٤٧ : ٧) (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢٢ : ٤٠).
والحواريون الأنصار هم تلاميذ السيد المسيح ، الأخصاء ، منطلق دعوته الذين كانوا يلوذون به ويأخذون عنه ، منقطعين عمن سواه من معلمين (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) أنصارك الى الله ، بما أنك وسيط في هذه السبيل ، لا أصيل (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بالمسيح أو بنصرته الى الله (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) كذلك (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ) الكافرين والتاركين لنصرته «فأصبحوا» بإيمانهم بالله ومن ثم بتأييد الله «ظاهرين» غالبين على عدوهم ، ومن ذلك أنهم (مَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) في محاولة صلبه إذ صلب من ألقي عليه شبهه ورفع هو الى سماء رحمة الله ، وهكذا يكون دور الإيمان والمناصرة في الله ، عاليا ظاهرا على الأعداء مهما كانت جولة الباطل ، فإن للحق دولة!.
والعبرة المستفادة عبر نصرة الحواريين والذين حذوا حذوهم ، هي استنهاض همّة المؤمنين بالشريعة الأخيرة من دين الله ، المختارين لهذه المهمة الكبرى ، أن يقوموا قومة رجل واحد لنصرة صاحب الرسالة السامية الأخيرة ، ليؤدّوا هذه