الميمون ، طالما تكسب الجمعة من صلاة الجمعة فضلا عظيما على فضائلها.
ان فريضة الجمعة مؤتمر اسبوعي يهيئ الجو للمؤتمر العالمي السنوي ـ الحج ـ تجمع من المسلمين لأدائها والاستماع إلى خطبتيها السياسيتين الإسلاميتين آلافا من المسلمين العائشين في الدائرة التي تقام في مركزها الجمعة ، وقطرها على أقل تقدير (٢٢) كيلومترا.
الآيات الاولى في هذه السورة هي تقدمات وتهيئات لآيات فرض الجمعة ، فإنه ذكر الله الجامع مجامعه ، الحافل محامده ، ولذلك نرى مطلع السورة كيف يقرر حقيقة التسبيح المستمرة من الكائنات كلها ، فإنها جمعة في تسبيح الله ، فلتكن الجمعة جمعة في ذكر الله وتسبيحه :
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) :
«يسبح» لمضارعتها توحي باستمرارية التسبيح لله من كائنات الأرض والسماوات ، والصفات الأربع هي كدعائم لهذا التسبيح الشامل :
فلأنه «الملك» : يملك الكائنات مدبرا لها ـ يسبّح ، فما كل ملك يسبح ، إنما «القدوس» الذي كله قداسة ونزاهة : ذاته وصفاته وأفعاله ، ولا كل ملك قدوس يسبح ، إنما «العزيز» الغالب على أمره ، فإن المغلوب على أمره قد يضطر لما لا يسبّح وينزه ، ولا كل ملك قدوس عزيز يسبح ، فقد لا يكون حكيما في ملكه وقدسه وعزته ، وإنما (الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) : الذي هو حكيم في ملكه ، حكيم في قدسه ، حكيم في عزته ، فهو الذي تسبحه الكائنات وتنزهه ، ذاتا وصفات وأفعالا ، عن كل شين ورين ، تسبحه طوعا أو كرها ، فإن الكائنات بما هي مخلوقة ، إنها بألسنة الذوات والصفات تسبح خالقها من كل نقص وتفاوت (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ).
هذا الإله العظيم يبعث لخلقه رسولا ، ترى كيف يكون هذا الرسول وهو البقية الباقية من رسالات الله واللامتناهية من رحمات الله :