(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :
ترى من هم الأميون هنا ، والرسول منهم ومبعوث فيهم؟ أهم غير الذين أوتوا الكتاب من موحدين ومشركين وماديين ، فالكتابي ليس محط الدعوة الإسلامية؟ : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ) (٢ : ٧٨) وهؤلاء الأميون من أهل الكتاب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، ومن سواهم الذين لم يؤتوا الكتاب ، هؤلاء وهؤلاء تشملهم الدعوة الإسلامية! : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ) (٣ : ٢٠) استفهام تقرير لمن أسلم وإنكار على من لم يسلم ، فلا تخص الرسالة الإسلامية هؤلاء الأميين! أم هم العرب من ام القرى «مكة المكرمة» ولأنها سميت ام القرى :
(لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى)؟ ولكنهم اللبنة الاولى في بناية هذه الدعوة ومنطلقها إلى من حولها : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) (٦ : ٩٣) : الجنة والناس أجمعون ، والمكلفون سواهم إن كانوا ، فإن «القرى» جمع محلى بلام الاستغراق تستغرق كافة القرى والمجتمعات ، فهي المكلفون أجمع ، المحتفون حول العاصمة الرسالية الام ، مهما كانوا بعيدين مكانا وان في السماوات ، فضلا عن هذه المعمورة الصغيرة :
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (٦ : ١٩) : من بلغه القرآن ، إنسانا وغير إنسان ، و (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (٧ : ١٥٨) (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (٣٤ : ٢٨) لا تختصه بالناس ، وكما تدل ثنائية الخطابات في الرحمان ، ثم و «من بلغ» تعمها وسائر من يبلغه.
ف «الأميين» في آية الجمعة قد تعني المكلفين أجمع والرسول منهم ، لأنهم أجمع أميون بالنسبة للقرآن قبل نزوله ، كما الرسول كذلك : (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ) (١١ : ٤٩) فقومه هم المرسل إليهم أجمع : طول العالم وعرضه! ثم وله خاصة وبأحرى لغيره : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) (٤ : ١١٣) (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) (٤٢ : ٥٢) (ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ