(يَسْئَلُهُ .. كُلَّ يَوْمٍ ..) هل هو كل نهار؟ أم هو بليله؟ أم ماذا؟
إنه كل آن : كل وحدة زمنية عن كل وحدة حركية ، لأصغر ذرة من مادة ، علّها أقل بكثير من الوحدة الالكترونية ٠٠٠ ، ٥٠ / ١ ثانية في حسابنا ، فكل يوم هنا هو كل وحدة زمنية لا تنقسم (١).
ولا يعني السؤال والإجابة في كل يوم ، أن الله تعالى : المسؤول المجيب ـ هو أيضا بذاته في كل يوم ، وإنما الزمان والمكان ظرف فعله ، لا ذاته ، فقد كان إذ لا «كان» ولا زمان ولا مكان ، وسوف يبقى ويكون إذ يفني كل «كان» وكل زمان ومكان ، وهو الآن كما سيكون وكما كان ، خارجا عن الزمان والمكان ، فلا يشمله زمان ولا مكان ، كما لا يشغله شأن عن شأن.
ثم السؤال هذا في موقف الامتنان هو دليل الإجابة وإلا فلا امتنان.
وأخيرا للشأن هنا وجهتان : للأولى ، كما يسأله فيها من في السماوات ومن في الأرض كل يوم هو في شأن .. وللأخرى أو هو أشمل هو شأن الربوبية الشاملة كل شيء ، في أي زمان أو مكان ، تجريدا للأخرى عن السؤال : «كلّ يوم ، كما كان في الاولى ، مع سؤال «كلّ يوم».
ف «كل يوم» : آن أو ما زاد او نقص ، دهر أو سواه ، «هو في شأن» غير ما كان في غيره ، فلا تكرار في فعله ، ولا عادة ولا تقليد ، ولا مسايرة أو تسيير ، وإنما اختيارا وإبداعا ، فليس الله ليبقى دون شأن ، لا تنقطع رحمته ما كان هنا لك مرحوم ، فقد كان إذ لا كان ، فكان شأنه إذ ذاك ما كان ، ثم
__________________
(١) لقد تحدثنا عن معنى «يوم» في عدة مجالات ، إنه الزمان أيا كان ، ويتبع القرائن في تحديده ، فشأن الخلق والتدبير يشمل أقل وحدة زمنية ، لأنه من أمر الله «وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ» «أَوْ هُوَ أَقْرَبُ» ومن الأقرب أدنى حركة لأصغر مادة لم نعرفها حتى الآن.