(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) (٦٩ : ١٦) واهية وهي الدهان :
المهل ـ دردي الزيت إذ تمور مورا ، وكما علّها كانت حين دخانها وردة كالدهان فهي ذات الرجع إلى ما كانت يوم قيامتها فترجع كما كانت (وَرْدَةً كَالدِّهانِ).
وردة علّها احمرارة الحرب أو اصفرارة الخوف والغضب ، تسيل هي السماء كالدماء ، بدلا عن أن تسيل منها الدماء ، وردة الانشقاق في قيامة الإماتة تقدمة لقيامة الاحياء ، ويا لهما من آلاء (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) :
فهنا سؤال منفي هو الاستعلام ، ولما ذا يسأل علام الغيوب ، أو يسأل عمّا له الموكلون بالعذاب؟ إذ (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) ف (لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (٢٨ : ٧٨) فإن وصمة الجريمة مثبتة على سيماهم ، ثم وهناك سؤال مثبت : سؤال تقبيح وإيلام : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٣٧ : ٢٤) يسألون عما أجرموا ، لا عما أجرم غيرهم : (قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٣٤ : ٢٥) إذا فلا نفي السؤال يخص جماعة أو طائفة دون آخرين ، ولا إثباته (١). كما لا جواب للمجرمين عذرا ، ولا استجواب إلا حجة عليهم.
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ) : علامتهم ـ سيماهم في وجوههم وسائر أعضائهم وأحوالهم وأقوالهم ، الوجوه الكالحة الباسرة بكل الوجوه : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
__________________
(١) في المجمع عن الإمام الرضا (ع) انه قال في الآية : ان من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه ، أقول انه في نفسه صحيح كواقع لا كتفسير للآية لأنها تعم الانس والجن جميعا.