(ذَواتا أَفْنانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) جنتان ذواتا أفنان : أغصان مختلفة الألوان صغيرتان نديتان نضرتان ، فلكل جنة أغصان ، ولكلّ ألوان ، كل على حسبه كما الجنتان ، إن كانتا بستانين أو جنة جسدانية وجنة رضوان ، أو كلّ لكل من الانس والجان.
(فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) لكلّ عين جارية ، فلجنة الرضوان عين المعرفة الفائضة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، وإنما دائبة فمتزائدة ، وكما للجنة الثانية ، فيا للعينين مع الأفنان من نضارة ولمعان : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) فالزوجان هما الاثنان من كل نوع ، أحدهما متشابه لما رزقوه في الدنيا ، والثاني غير متشابه : (وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) (٦ : ١٤١) كلّ متشابه لما رزقوه من قبل : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) (٢ : ٢٥) وغير متشابه هو الزوج الثاني ، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، حتى والمتشابه منهما بينه وبين الذي في الدنيا ، بون الجنة والدنيا.
ثم ومن فاكهة المعرفة أيضا زوجان ، متشابه لما عرفوها في الدنيا ، وغير متشابه لم يعرفوها فيها! (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
وإذا كان بطائن هذه الفرش من إستبرق : حرير غليظ ، فما ذا إذا تكون