ظواهرها؟ إنها أحسن وأنضر من إستبرق ، ولا أنضر لنا يوم الدنيا من إستبرق! (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ) : أثمارهما المجتناة «دان» لا تكلّف إلا قطفا من دون تكليف إلا طوعا وعطفا.
(فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
قد توحي ضمير الجمع هنا دون التثنية المسبقة ، بأن الجنتين هناك هما الجسدانية والروحانية ، والنساء قاصرات الطرف لسن في جنة الرضوان ، والجنة الاخرى لأهلها ـ ككل ـ جنات ، وكما تتكرر فيما يلي (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) لا (فِيهِما) فلا تثنية إلا فيما يناسب جنة الرضوان.
فجنا جنة المعرفة دان لأهلها ، يجنونها من أشجارها ، كجنا غيرها ، وكذلك الأفنان ، وعينان تجريان ومن كل فاكهة زوجان.
فكما يتفكه الإنسان من فواكه يأكلها ، كذلك ـ واخرى ـ من فواكه تتفكه بها روحه ، وكما يتنصر من الأفنان الأغصان ، كذلك ـ وأحرى ـ من مختلف أفنان المعرفة والرضوان ، وكما يشرب أو يغمس في عين جارية بالأبدان ، كذلك ـ وأحرى ـ من عين المعرفة الفائضة بفضل الرحمان في جنة الرضوان ، (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فِيهِنَّ) الجنات الجسدانية ـ بنات (قاصِراتُ الطَّرْفِ) من القصر الكمال ، لا القصور النقص : فهن ، مقصورة أطرافهن على أزواجهن : أطراف العيون والقلوب ، فلا تهوي إحداهن إلا زوجها ، ولا تنظر إلا إليه (١) ، فإنهن عفيفات
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٤٧ ـ أخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي (ص) في الآية : لا ينظرن إلا إلى أزواجهن وفيه ١٥١ عن مجاهد في الآية قال : مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يرون غيرهن.