(فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ. وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ. وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).
(فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) : وهم الذين عاشوا يمين الحياة ويمنها ، إيمانا بالله ، يمينا ، في سبيل الله ، فيمنا في مرضات الله : (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (٩٠ : ١٨).
والميمنة هي ناحية اليمين واليمين ... يمنا وبركة في حياتهم كل الحياة ، ويمينا في اتجاهات الحياة الى الدين ، ويمينا يوم القيامة إذ يؤتون كتبهم بأيمانهم.
(وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ. عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٩٠ : ٢٠) شؤما في الحياة حيث انحازوا الى شمالها ، ولؤما في العقائد والأعمال والتصرفات إذ جدّوا في إهمالها ، فالمشأمة هي ناحية الشؤم واللؤم قبال اليمين.
والسؤال في أصحاب الميمنة سؤال تبجيل وتجليل ، كما أنها في أصحاب المشأمة سؤال تذليل وتهويل ، ومن ثم السابقون يؤتي بذكرهم دون سؤال ، علّه لأنهم سبقوا السؤال والجواب ، واجتازوا كل حساب ، لأنهم مقربون! وهم ورثة الكتاب لأنهم مصطفون : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٣٥ : ٣٢).
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) : هل هم السابقون زمانا؟
وليس لسبق الزمن دور في القرب والزلفى! ثم وهم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين! أترى أن القلة الآخرة كالثلة الاولى سابقة زمنا؟ أم هم السابقون شرفا وإيمانا فلما ذا التكرار؟.