والدرجات الحسنى ، وأفضل الزلفى في الاولى ، ومن ثم الاخرى ، ازدواجية السباق «السابقون السابقون ...».
ثم «المقربون» هنا ـ لا «المتقربون» توحي بازدواجية مكانة القرب لهم من الله : انهم تقربوا اليه كما اسطاعوا ، ومن ثم أكمل الله تقربهم اليه أن قربهم فأصبحوا «مقربين» : قرّبوا لسبقهم سواهم ، فسبقوهم في الجنة لقربهم!.
(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ترى من هم الأولون الثلة؟ ثم الآخرون القلة؟ أهم الأولون والآخرون من هذه الامة؟ والخطاب «كنتم» شامل كل الخليقة المكلفة ، ولا دليل على الإختصاص بهذه الامة! ولا يربوا الأولون منهم على الآخرين عددا أو عددا ، اللهم في المعصومين الأربعة عشر ، والسابقون يعمهم وكل سابق بالخيرات بإذن الله.
أو أن الثلة وهي الجماعة العظيمة هي ممن قبل الرسالة الأخيرة ، من أنبياءهم وأئمتهم وربانيهم ، ولا ريب أنهم الكثرة الكثيرة ، والقلة ـ وهي هنا بجنب ذلك الكثرة ـ إنها السابقون منذ الرسالة المحمدية الى يوم القيامة ، من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والأخصين به : الأئمة الاثني عشر ، ومن أجلاء أصحابه وأصحابهم ، ثم الربانيين القمة في هذه الامة الى يوم القيامة (١) فمهما كان أصحاب الميمنة منهم ثلة
__________________
(١) وفي روضة الواعظين قال أبو الحسن موسى عليه السّلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله (ص) الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ، ثم ينادي : أين حواري علي بن أبي طالب عليه السّلام وصي محمد بن ـ