كالأولين ، فالمقربون منهم قلة دون الأولين ، فأين عدد النبيين السابقين ، وهم أئمة السابقين الأولين ، وأين هم المعصومون في هذه الامة وهم أئمة السابقين الآخرين؟
ومن ثم أوصياء كلّ والأوفياء من أصحاب كلّ ، السابقين الى الايمان برسالاتهم ، أين هم بجنب الأوصياء الاثني عشر في هذه الامة ، والأوفياء السابقين القمة فيهم؟! مهما كان السابقون القلة أعظم درجة من السابقين الثلة وأتم عددا ، ولكن هؤلاء أكثر عددا.
إذا فالسابقون السابقون ، هم ثلة من الأولين وقلة من الآخرين ، ولقد اصطلحت «الآخرون» لأهل الرسالة الأخيرة ، كما ان رسولها رسول الساعة ، ورسول آخر الزمن ، وأمتها هي الامة الأخيرة ، وانعطافا الى ساير آيات الأولين والآخرين : (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (٥٦ : ٤٩) كما وأن استعراض أحوال القيامة ، الشاملة لأهل الجمع أجمع يشهد لهكذا تفسير ، ذلك ، وكما يشهد له أئمة السابقين الآخرين صلوات الله عليهم
__________________
ـ عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحي التمار مولى بني اسد واويس القرني ، قال : ثم ينادي المنادي : أين حواري الحسن ابن علي ، ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : ثم ينادي : أين حواري الحسين بن علي؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه ، قال : ثم ينادي : أين حواري علي بن الحسين ، فيقوم جبير بن مطعم ويحي بن ام الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب ، ثم ينادي : أين حواري محمد ابن علي وحواري جعفر بن محمد عليهما السّلام ، فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جذاعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين ، ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهم السّلام يوم القيامة فهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.
أقول : والمذكورون ليسوا هم الحاصرون ، وإنما القمة منهم ، أو أن هناك مهمة دعت الى اختصاصهم بالذكر.