أجمعين (١).
هؤلاء السابقون المقربون ، هم (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) : جنات فوق سائر الجنات ، وأفضلها جنات المعرفة والرضوان : في الاولى ـ وأحرى ـ في الاخرى ، وهم في جناتهم :
(عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ. مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ. يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ. وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ. لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ).
(مَوْضُونَةٍ) منسوجة نسج الدروع وعل نسيجها الذهب والفضة : (مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ) (٥٢ : ٢٠). مرمولة : مزينة بهما وبالجواهر (٢) فهي موضونة توضن بقضبان الذهب والفضة.
(مُتَّكِئِينَ عَلَيْها) : مطمئنين ، حال كونهم (مُتَقابِلِينَ) فجلسة التقابل بين المتحابين خير الجلسات وأحلاها (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ) غلمان حدثة وليدة (مُخَلَّدُونَ) لا في المقامة بالخدمة فحسب ، وإنما مثلث الخلود : كونا ، وكيانا : خدمة وولدنة.
وترى من هؤلاء الولدان ، أهم ممن أنشأهم الله في الجنة؟ أم هم ـ أو معهم ـ ولدان توفوا قبل أن يبلغوا الحلم ، فلا هم يستحقون النار ، ولا جنة الأبرار ، فهم يخدمونهم دون تعب ولا شغب؟ قد يكون ، ويوافقه العقل والنقل (٣).
__________________
(١)في كتاب كمال الدين وتمام النعمة عن أبي جعفر عليه السّلام ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون
وفي روضة الواعظين عن الصادق عليه السّلام ثلة من الأولين : ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين ، وقليل من الآخرين : علي بن أبي طالب.
أقول ، وهذا تفسير ببعض المصاديق منهما ، مختلف فيه كعلي عليه السلام أو مشكوك الشمول كالثلاثة الاول.
(٢) الدر المنثور ٦ : ١٥٥ عن ابن عباس قال : مرمولة بالذهب ، ومثله عن مجاهد وسعيد ابن جبير وقتادة.
(٣) المجمع عن علي عليه السّلام أنهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها فانزلوا هذه المنزلة.