القول بالكون مع القول بالاستحالة. وكذلك الاعتبار (١) العكسى إذا حدث من الحار بارد ، وطلب حجما أصغر.
وأما الخلاء ووقوعه (٢) فلا هو حق ، ولا هم يقولون به. ونحن نشاهد مشاهدة لا يمكن دفعها (٣) من استحالة الماء اللطيف حجرا صلدا وهو أرض أو أرضى. فإن كانت هذه الأجزاء الصلبة موجودة فى الماء كامنة (٤) فكان يجب أن تفعل (٥) فى الماء من الخثورة ما يفعله سحقنا هذا الحجر وتهييئنا (٦) إياه وفرجنا إياه بقدر من الماء المقطر المصعد الصافى قدره أضعاف ذلك. وكلما أمعن هذا المزج وزادت الأجزاء تصغرا (٧) ازداد الماء خثورة. (٨) فكان (٩) يجب أن يكون فى شىء من الماء الأول ، ظاهره أو باطنه ، خثورة ما لا أقل (١٠) من الخثورة التي نجدها عند مزجنا إياها به.
وكذلك قد يمكن أن تتخذ (١١) مياه حارة (١٢) محل (١٣) الحجارة مياها سيالة فى الحال. ولم لا والمادة مشتركة قابلة لكلا الأمرين؟ فأين هذه الأجزاء السيالة من الحجر فى باطنه أو ظاهره؟ وهل أكبر (١٤) ما يظن (١٥) بالكامن أنه مغلوب ، فكيف صار غالبا ولم تحدث (١٦) له زيادة باستحالة أو كون. فإن كانت الأجزاء الرطبة (١٧) المقدار فى الحجم ، فكيف صار مقدارها غالبا عند الانحلال ولم يحدث شىء؟
وإن كانت مساوية (١٨) معادلة ، وكانت مغلوبة فى الظاهر فلم ليست غالبة (١٩) فى الباطن. وإن كانت (٢٠) النار الباطنة هى (٢١) الجسم الذي لا يحرق ولا يسخن ، ثم إذا جاوزه (٢٢) فغلب (٢٣) فأبرزه صار محرقا مسخنا ، والماء الباطن على صفة أخرى فقد ثبتت (٢٤) (٢٥) الاستحالة له ؛
__________________
(١) ط : وهكذا الاعتبار
(٢) م : ـ ووقوعه (٣) ط : رفعها
(٤) سا : ـ كامنة (٥) م ، ط ، د : يفعل.
(٦) م : ـ الحجر وتهيينا
(٧) م : تصغيرا (٨) م : خثورا
(٩) م : وكان (١٠) سا : لا أول م : إياه
(١١) م ، ط ، د : يتخذ
(١٢) سا : حادة (١٣) م : يحل
(١٤) م ، ط : أكثر
(١٥) سا : نظن (١٦) م ، ط : يحدث
(١٧) ط : الرطيبة
(١٨) د : متساوية
(١٩) م : غالية
(٢٠) كان (٢١) سا ، د : هو
(٢٢) د : ـ جاوره فغلب (٢٣) ط : وغلب
(٢٤) م : قد ثبت ، وفى ط ، د : فقد ثبت
(٢٥) د : ثبتت+ له.