ونحن نشاهد أن مجاورة الحار تسخن ، (١) ومجاورة البارد تبرد. ونعلم أن الكامن ممكنه ، (٢) قوى كثيرة ، (٣) وإنما تقل فى الظاهر. فإن كان المبرز هو مجاورة الشبيه ، (٤) كيف كانت ، فلم لا تحرك الأجزاء (٥) الكامنة المتجانسة المتجاورة (٦) بعضها بعضا إلى البروز ، إن كان سبب البروز والظهور مجاورة الشبيه؟ (٧) وإن كان المجالس ليس سببا للبروز لأنه مجانس فقط ؛ بل لأنه مجانس بارز فهو محرك نحو جهته (٨) ويميل (٩) نحو مقاربه ، (١٠) فلأن ينجذب الكامن إلى مجاورة الأقرب إليه الكامن ، (١١) أولى من أن ينجذب إلى مجاور تحول بينه وبينه بالضد الآخر ، (١٢) اللهم إلا إن قيل إن السبب فى ذلك أمران :
أحدهما : هرب الضد الظاهر إلى خلاف جهة الضد.
والثاني : انتقال الضد الآخر الباطن إلى شبيهه (١٣) الذي هو ضد الهارب.
فيجب أيضا أن يكون الظاهر البارز يهرب من الكامن (١٤) اللهم ، إلا أن يجعل الأغلب أجذب. ومعلوم أن الذي يلى جسما من جهة واحدة يتحرك (١٥) إليها بالاستقامة هو ما يساويه. تم إن فصل (١٦) شىء فهو (١٧) مباين لذلك خارج عنه لا ينفع أن يقال (١٨) باشتداد (١٩) القوى عند ازدياد المجاورات وهو استحالة ثم إن لم يكن الضد عند الاستحالة. يمكن ، ولكنه يكون مخالطا لضده مخالطة غالبة ، فإذا (٢٠) أراد (٢١) أن يستحيل المستحيل تحلل هو ، وفارق ظاهر المستحيل. أو ظاهره وباطنه ، فيبقى (٢٢) الضد الآخر صرفا ـ لم يخل (٢٣) إما أن يكون مع تحلله يسد ضده مسده أولا يسد مسده. فإن لم يسد مسده وجب أن يكون كل مستحيل ينقص حجمه أو يكون كل مستحيل يتخلخل (٢٤) وينتفش. (٢٥) وإن كان قد يسد ضده (٢٦) مسده ، على سبيل
__________________
(١) م ، ط : يسخن ... يبرد (٢) م : ممكنة كثير
(٣) ن : قوى كثير (٤) د : مجاورة الشيئية
(٥) د : يتحرك الأجزاء
(٦) م : المجاورة (٧) د : الشيئية
(٨) م : إلى جهة. وفى د. إلى جهته
(٩) م : مميل (١٠) م : مقاومة
(١١) د : منه إليه الكامن
(١٢) د : بالضد الظاهر
(١٣) ب : شبهه (١٤) سا ، د : عن الكامن
(١٥) م : تحرك (١٦) م ، ب : نصل ، وفى سا : فضل ، وفى د : حصل
(١٧) ب : هو. (١٨) ط : أو يقال ، وفى «د» إذ يقال
(١٩) سا : بانسداد. (٢٠) ط : وإذا
(٢١) د : فاذا أرادت
(٢٢) م : فبقى (٢٣) سا : مع تخلله
(٢٤) م : يتحلل (٢٥) م وينفس ، وفى سا : يتفش
(٢٦) م : ـ ضده.