الورود من خارج ، لا على سبيل البروز ، فلم صار الشىء الذي يبرد بعد الحرارة ينقص (١) حجمه ، اللهم إلا أن يكون الذي يتحلل حاره ، (٢) (٣) ويظهر بارده لا يسد ضده مسده ، ويكون الذي (٤) يتحلل (٥) بارده ، بالضد (٦) وهذا تحكم. (٧) ومع هذا كله ، فإن (٨) ذلك البارد يسخن مرة أخرى ، والحار يبرد (٩) مرة أخرى ، كل ليس دون الأول ، ويجب أن يكون دونه ؛ لأن التحلل صرفه ومحضه ، (١٠) أو ترك (١١) فيه من الضد شيئا يسيرا.
وأما المذهب الذي يخالف الكمون ، ومع ذلك يشابهه فى أحكام ، وهو (١٢) أن الحار مثلا لن (١٣) يبرد بالانكشاف عن بارد كمين ، ولكن يرد (١٤) عليه من خارج ما يخالطه ، وهو بارد ، فيغلب عليه (١٥) البارد ؛ والبارد لن يسخن (١٦) بالانكشاف عن حار كمين ، لكن (١٧) يرد عليه من خارج ما يخالطه وهو حار ؛ وأنه (١٨) ربما كان بعض الأجسام قوى القوة فى كيفيته ، فيكون القليل منه فى المقدار يظهر قوة كثيرة ، كمن يورد عفرانا (١٩) قليلا على لبن (٢٠) كثير فيصبغه. فربما لم يكن للوارد كبير أثر (٢١) فى زيادة الحجم ، وكان له كبير أثر (٢٢) فى زيادة الأثر.
وقد يجوز أن يكون الضد (٢٣) الوارد طاردا لضده ، وربما احتاج إلى أن (٢٤) يطرد ما يساويه (٢٥) فى المقدار. وربما احتاج أن (٢٦) يطرد ما هو أكثر منه. وربما بقى أن يطرد ما هو أقل منه ، حتى يظهر أثره. وربما لم يحتج أن يطرد شيئا البتة ؛ بل جاء بزيادة. وهذا المذهب ليس بمذهب ضعيف. (٢٧)
فمما يدل على فساد هذا المذهب أن جبلا من كبريت تمسه (٢٨) نار صغيرة قدر شعلة
__________________
(١) ط : ينقض (٢) م : يتحلل جاره
(٣) د : ينحل (٤) د : ـ والذي
(٥) د : تحلل ، وفى م : يتحل
(٦) د : بردة لضد (٧) م : يحكم
(٨) ط : ـ فان (٩) د : برد
(١٠) م : بعضه
(١١) سل : يترك ، وفى د : ترسب.
(١٢) م : هو (١٣) ب : ـ لن
(١٤) د : يرد (١٥) د : عليه النار
(١٦) ط : لم يسخن ، وفى د : أن يسخن
(١٧) ط ، د : ولكن (١٨) ط : فانه
(١٩) م : عقرانا (٢٠) ط : فى لبن
(٢١) ط ، د : كثير أثر (٢٢) ب : أثر كبير
(٢٣) د : لضد (٢٤) م : ـ أن ، وفى د : ـ إلى
(٢٥) م : وما يساويه (٢٦) ط إلى أن.
(٢٧) م : ليس مذهبا ضعيفا (٢٨) م : يمسه.