النار ، فتكون النار (١) غير الهواء فى الطبع ، والهواء المتسخن (٢) هو يطلب غير حيز الهواء ، (٣) كما أن الماء المتسخن (٤) يطلب غير حيز الماء. ولكن (٥) ذلك الحيز حيز لجرم آخر (٦) لا محالة ، بالغ فيه الكيفية المصعدة (٧) للهواء وللماء (٨) عن حيزهما ، (٩) وليس (١٠) (١١) يطلب شىء منهما حيز نفسه. وفى طلبهما حيزا آخر إثبات حيز آخر لجسم آخر ، وهو النار. ولا يجوز أن (١٢) يكون الحيز واحدا إلا أن الأسخن يطلب منه ما هو أرفع ؛ وذلك (١٣) لأن الأرفع إما أن (١٤) يتحدد (١٥) بحد جسم شامل ، أو حد جسم مشمول ؛ إذ لا وجه لإثبات الخلاء ، ولا لاثبات (١٦) الأبعاد.
فإن كان ذلك (١٧) الأرفع والأدون يتحدد (١٨) بتحديد جسم شامل متعين ، أو مشمول متعين ليس (١٩) هو حد جسم شامل للأدنى ، أو مشمول فى الأدنى ، فالأرفع والأدنى مكانان مختلفان ، فلهما جسمان ، بالطبع ، مختلفان. وإن كان يتحدد (٢٠) بشامل واحد فى الطباع فلا مكان أرفع وأدون ؛ بل المكان ذلك أو أجزاؤه إن أخذت على وجه التوسع ، وأجزاؤه متفقة فى القرب والبعد ، والعلو والسفل.
فبين (٢١) من هذا أن النار حارة يابسة. (٢٢) لكن سلطان النار (٢٣) الحرارة ، وسلطان الهواء الرطوبة ، وسلطان (٢٤) الماء البرودة ، وسلطان الأرض اليبوسة. وبالحرى أن يكون الماء والأرض بالقياس إلى الهواء يابسين. فإن البرد يقتضى الجمود والتكاثف. ولو لا الحرارة الخارجة لكان الماء جامدا. لكنه بالقياس إلى الأرض رطب. فإنه إما سيال بذاته ، وإما شديد الاستعداد للسيلان ، من أدنى سبب خارج ، والبرد الذي يجمد (٢٥) به الماء
__________________
(١) م ، ط : فيكون النار
(٢) سا : المسخن (٣) م ، سا : ـ هو ، وفى ط : إنما هو
(٤) سا : المسخن (٥) سا ، د : لكن
(٦) م ، سا : ـ آخر
(٧) م : المبعدة للهواء ، وفى سا : المنفرة وفى د : المغيرة
(٨) م ـ وللماء ، وفى ب د : والماء
(٩) م : من حيز سما (١٠) م ، ط : ليس.
(١١) سا ، ب ، ط : وليس (١٢) م ـ إلا أن
(١٣) م : ـ وذلك لأن الأرفع (١٤) م : فإنما
(١٥) د : يتجدد. (١٦) م : ولإثبات
(١٧) م : ـ ذلك (١٨) د : يتجدد
(١٩) ط : فليس (٢٠) م : وإن تحدد
(٢١) سا : فتبين (٢٢) د : مادة يابسة
(٢٣) م : الحرارة النار (٢٤) م : وسلطان الماء البرودة وسلطان الهواء الرطوبة.
(٢٥) ط : يجمد بها