إن أردت (١) الحق وترك العادات فليس إلا بردا مستفادا فى الهواء من الماء والأرض. فإذا صار الهواء بحيث لا يسيل الماء استولت طبيعة الماء والأرض على الماء ، وعاونهما (٢) الهواء ، إما بالتبريد وإما بإزالة التسخين ، فجمد من الماء ظاهره أولا لاحتقان الحار فى باطنه ، ثم لا يزال يجمد حتى يستولى الجمود على (٣) جميعه لطبيعة البرد الذي أولى العناصر به الماء ، وأولى الآثار به الإجماد.
وطبيعة الماء والأرض (٤) هما اللذان يحدثان بردا فى الهواء ، يعود ذلك البرد معينا لطبيعة (٥) الماء على إحداث كيفية البرد فى نفس الماء على قدر يتأدى إلى الإجماد.
والنار (٦) والهواء ، بالقياس إلى الجامدات ، متخلخلان رطبان ، لكن النار ، بالقياس إلى الهواء ، يابسة ؛ لأنها (٧) أبعد عن قبول (٨) التشكيل (٩) والاتصال مع المماسة من الهواء. فهذا هو الحق الذي يجب أن يعتقد. (١٠)
وقد يمتعض لسماع (١١) هذا الفصل الأخير (١٢) قوم لا نشغل (١٣) قلوبنا بهم. ويزيدهم امتعاضا ما نريد أن نذكره (١٤) من تحقيق ذلك فيما يستقبلنا (١٥) من الكلام. ثم هاهنا شكوك.
__________________
(١) م : «زارت» بدلا من إن أردت» م : الأرض والماء. م : طبيعة الأرض على
(٢) سا ، د : وعاونه
(٣) د : وعلى
(٤) ب : فى الأرض.
(٥) فى م معيبا للطبيعة
(٦) ط : فالنار
(٧) سا. ط ، د : يابس لأنه
(٨) ط ، د : من قبول
(٩) ب : التشكل
(١٠) ط : يعتقد فيه
(١١) د : بسماع
(١٢) م : الآخر
(١٣) ط : يشغل
(١٤) سا : نذكر
(١٥) م : يستقبلها.