فى الزمان الذي بينهما لم يكن عائق زال (١) ، فيجب (٢) أن يحدث ذلك بلا تأخير يفعله وقوف. (٣)
وليس حال الحرق (٤) كذلك. فإن الحرق (٥) وجوده أن يكون شيئا بعد شىء ؛ إذ لا قرار للحركة ، ولا لما يجرى (٦) مجرى الحركة. ثم النحرق ، وإن كان قابلا بمادته (٧) فهو مقاوم بصورته مقاومة شديدة أو غير شديدة. ولهذا لا ينحرق الماء والهواء عن الشوط (٨) إذا رام إسراع الحرق (٩) وترك طريق الرفق ، (١٠) لأنه يقبل قليلا قليلا لما فيه من المقاومة وتسخين الماء إنما يكون شيئا بعد شىء ؛ لأن فى أول الملاقاة (١١) (١٢) يكون الماء باردا ، والبرد يمنع استعداد المادة للضد ما دام ثابتا ، فيحدث أولا فى زمان تفرضه (١٣) أولا حرارة ما (١٤) بقدر (١٥) الاستعداد المعوق.
ثم يكون الفاعل ، بعد ذلك ، حرارة من خارج وحرارة فى الماء يتعاونان على الإحالة.
ويكون البرد المعاوق أقل ، فيكون فى الزمان الثاني يستحيل أسرع وأشد ؛ وذلك لأن حال الفاعل والقابل معا فى الزمانين مختلفان. (١٦)
وليس هكذا الحال (١٧) فى مسألتنا نحن. على أننا لا نناقش فى أن يستمر ازدياد التسخن (١٨) فى مادة الهواء عن القوة (١٩) وعن السخونة الحاصلة فى زمان على الاتصال. ولكن ذلك أيضا غير موجود.
وقول القائل إن السخونة تسخن (٢٠) إلى حد ما لا يقوى على أكثر من ذلك ، وإن كان ممكنا فى الوجود وفى طباع (٢١) المادة ، قول لا يلتفت إليه. فإن ذلك إنما يكون إذا قيس إلى مقاوم. وأما إذا لم يكن مقاوم فهذا القول محال ؛ لأنه إذا حدثت (٢٢) فيه سخونة
__________________
(١) ط : فزال (٢) سا : فوجب
(٣) يفعله وقوف ، وفى د : ولعله وقوف
(٤) ط : الخرق (٥) م ، ط. الخرق (الثانية)
(٦) م : ولما يجرى (٧) سا : لمادته
(٨) سا : الشوط وفى النسخ الأخرى : السوط
(٩) م ، ظ : الخرق (١٠) د : الريق
(١١) د : الأول الملاقاة
(١٢) ط : الملاقاة (١٣) ب : يفرض ، وفى م : يفرضه
(١٤) د : ـ ما (١٥) م مالا يقدر
(١٦) م : مختلفة ، وفى سا ، مختلفين
(١٧) بخ : ذلك الحال (١٨) سا ، ط ، د : التسخين
(١٩) م : ـ عن القوة وعن
(٢٠) م ، ط : يسخن
(٢١) م : انطاع ، وفى د ه : طباعها
(٢٢) م : حدث