لم تكن عائقة (١) عن أن تحدث (٢) عنه (٣) أخرى إلى أن يستوفى الحد الذي فى قوة المادة قبوله ، إذا (٤) لم يكن مانع ، وهو الحد الذي للنار مثلا ، فلا يكون هناك تحدّد دون النهاية البالغة.
وإذ قد بيّنا هذا فبالحرى أن نعود إلى مسألتنا فنقول :
قد بان أن بعض الأجسام البسيطة ، إذا كانت فيه (٥) قوة تسخن وترطب بالطبع ، (٦) وكان فى جسم آخر أيضا مثلها ، لم يجز أن يكون أحد الجسمين حارا رطبا على حد ، والآخر أقل فى أحدهما أو كليهما ، (٧) أو أكثر ؛ بل يجب أن لا يتشابها فى ذلك إلا لعائق فإن لم يتشابها (٨) ، ولا عائق من خارج ، فإنما يجوز أن لا يتشابها فى كيفية واحدة حين لا يكون هناك عائق من خارج إلا لعوق (٩) من الكيفية الثانية ، فيكون العائق وجود الكيفية الثانية التي تفيض (١٠) عن تلك القوة بعينها. فإنها تمنع (١١) المادة منعا ما ، وتعاوقها (١٢) عن الاستكمال ، وتنقص (١٣) الاستعداد النقص المنسوب إلى المعاوقة ، (١٤) فتصير (١٥) لها المادة غير قابلة إلا بشدة (١٦) وعسر ، وإن كانت الطبيعة فاعلة.
لكن لقائل أن يقول : إن العوق أيضا يجب أن يبلغ الغاية ، [أولا يكون أصلا ، فإن نسبة العوق إلى القوة والمادة نسبة التسخين إليهما ، وكما أن التسخين يبلغ الغاية (١٧) إذا لم يكن عوق ، كذلك العوق يجب أن يبلغ الغاية] :
فنقول : نعم إذا لم يكن للعوق عائق. وأما القوة المسخنة فمعاوقة للعوق ، فلا تبلغ (١٨) الحد الأقصى.
وإذا كان كذلك انحل الشك المذكور.
__________________
(١) ط : عائق
(٢) م ، ط : يحدث
(٣) ب : أخرى عنه
(٤) د : فاذ
(٥) سا ، د : فيها
(٦) سا : الطبع.
(٧) سا : كلاهما
(٨) م : أن يتشابها
(٩) سا : تعوق
(١٠) م ، ط : يفيض
(١١) م : يمنع
(١٢) ط : ويعاوقها
(١٣) سا : وتنقص
(١٤) م المعاونة
(١٥) م ، ط : فيصير
(١٦) ط ، د : لشدة
(١٧) ما بين المعقوفتين يوجد فى نسختى ط ، د : فقط.
(١٨) م ، ط : يبلغ