خلاء أو هواء. وهو أشد إحراقا وقوة ؛ إذ هو أقرب إلى الصرافة والقوة ، فيفعل (١) إشفافا أكثر. فإذا (٢) لم يقدر أن يفعل إشفافا فعل نورا وإضاءة. وكثير من الأشياء المشفة إذا أزيل (٣) عنها (٤) الإشفاف بالسحق والدق وإحداث (٥) سطوح كثيرة يبطل (٦) بها الاتصال المعين على الإشفاف ابيضت أو أشرقت ، مثل الزجاج المدقوق والماء المزبد والجمد (٧) المحرور ، (٨) (٩) وإن كان هذا ليس حجة على ما نقوله (١٠) من أمر النار ، فنرجع (١١) فنقول : (١٢)
فالنار (١٣) الصرفة والدخانية متحركة (١٤) فى الهواء إلى فوق ، ونجدها كلما كانت أكبر (١٥) حركة (١٦) كانت حركتها أشد وأسرع ، ولو كان ذلك لضغط ما يحويها قسرا مرجحنا إلى أسفل كان الأكبر (١٧) أبطأ قبولا لذلك وأضعف. (١٨) وكذلك (١٩) إن كانت العلة جذبا. (٢٠) ويخص الدفع أن المدفوع لا يشتد (٢١) أخيرا (٢٢) والطبيعة يشتد أخيرا. ولو كانت (٢٣) الحركة بالضغط لما كان ، رجحان النار أشد من ، (٢٤) رجحان الهواء ، (٢٥) فى حيزه ، فإن المضغوط لا تكون (٢٦) قوة حركته أقوى من قوة حركة الضاغط ، مع علمك أنه لا يصلح أن يكون للجسمين المتخلفين بالطبع مكان واحد بالطبع. ويجتمع من هذه الجملة أن الحار أميل إلى فوق ، والبارد أميل إلى أسفل ، وما هو أيبس أشد فى جهته إمعانا. فقد علمت أن ما هو أيبس من الحارين فهو أسخن. وستعلم (٢٧) هل الأمر (٢٨) فى جنبة البرد كذلك ، أم ليس كذلك ، علما عن قريب.
وما أعجب قول من ظن أن النار البسيطة (٢٩) فى مكانها الطبيعى هادية لا تحرق ، (٣٠) وإنما هى كالنار (٣١) التي تكون فى المركبات ، (٣٢) وأما اللهيب فهو إفراط ، وليس يعلم أن
__________________
(١) فى سا : ففعل (٢) سا : وإذا (٣) م : زيل
(٤) د : عنه (٥) ط : وأحدث (٦) د : «يبطل» مكررة
(٧) م : الجهد (٨) ب ، ط : المجرور
(٩) د : المحرد (١٠) د : يقولونه
(١١) د : بل نرجع (١٢) د : فيقول
(١٣) ط : النار (١٤) ط : متحركين
(١٥) م : أكثر (١٦) د : ـ حركة.
(١٧) م ، ط ، د : الأكثر (١٨) ط ، د : وأضعف+ حركة
(١٩) سا : كذلك (٢٠) د : جذب
(٢١) م ، ط : يشد (٢٢) م : اجزاء
(٢٣) ط : ولو كان (٢٤) م ، د : ارتما ـ د ، ط : ـ ط : وارتماء ـ د : كرتها ـ م : ـ من
(٢٥) سا : منه من ارجحنان (٢٦) م : لا يكون.
(٢٧) د : وستعل (٢٨) ط : هذا الأمر
(٢٩) سا ، د : الطبيعة (٣٠) ط : يحرق
(٣١) د : «كإزالة» بدلا من «كالنار التي لا»
(٣٢) سا : من المركبات وفى د : فى المركب