ويبوسته لا تتفرك ، (١) ولا تتفتت ؛ (٢) بل تتماسك (٣) لشدة ما جمعها من الرطوبة ؛ (٤) إذ الرطب (٥) يتماسك متقوما باليابس ، واليابس يتماسك مجتمعا بالرطب.
فمن الممتدد (٦) (٧) ما (٨) يلزم المادّ له بالالتصاق ، وهو اللزج ، ومنه ما يلزمه بتعلقه به كالقير. (٩) وهذا الصنف لا يسمى لزجا ؛ بل لدنا. فإن اللزج ما يسهل تشكيله وحصره ، ويلزم جرمه ما يماسه. وذلك بسبب أن الغالب فيه الرطوبة. (١٠) لكن اللزج ألزم من الرطب ؛ لأن الرطب سيال جدا. وأما اللزج فإن أجزاءه التي تلزم الشىء أكثر من أجزاء الرطب ؛ لأن اللزج لا ينفصل بسهولة إلى أجزاء صغار انفصال الرطب ، فتكون (١١) حركته أبطأ ، وزواله أعسر.
وليس كل لزج يمتد. فإن الدهن لا يتمدد. (١٢) ولكن كل لزج له قوام صالح. وإنما يقبل التمدد من اللزج (١٣) ما لا يجف. وذلك هو اللزج الحقيقى. فإن اللزج التام اللزوجة لا يجف ؛ بل إنما يجف (١٤) لزج لم يبلغ مزاج رطبه ويابسه (١٥) مبلغا لا يتميزان بعد. لكنه مع ذلك امتزاج متداخل (١٦) جدا لا ينفصل إلا بقوة محللة لطيفة. والأجسام التي فى طباعها رطوبة يعتد بها ، (١٧) فإما أن تكون (١٨) بكليتها جامدة ، فلا تتطرق (١٩) ولا تمتد ولا تنحنى ، (٢٠) كما يعرض للياقوت والبلّور ، وكثير من الحجارة التي تتكون (٢١) عن مياه تجمد ؛ بل كنفس الجمد ؛ (٢٢) وإما أن يكون فيها بكليتها (٢٣) فضل من (٢٤) رطوبة ليس يجمد. وإنما ليس يجمد لدهانته. فذلك الشىء ينطرق ، (٢٥) وخصوصا (٢٦) إذا حمى ، فسال أيضا شىء مما هو جامد. فإن سيّل الجميع عاد ذائبا.
__________________
(١) م : ينفرك (٢) م : يتفتت
(٣) م ، ط : يتماسك (٤) م : من اليبوسة د : ـ الرطب
(٥) م : إذا الرطب (٦) سا : فى التمدد
(٧) م : التمدد (٨) م : ـ ما
(٩) م : «اليسير» ، وفى ط : القير ومعناه القار. أما : أما في بقية النسخ فهى السير.
وفى م : اليسير أما فى بقية النسخ فهى : السير
(١٠) م : للرطوبة (١١) م ، ط : فيكون
(١٢) سا ، د : بممتد (١٣) م : الزج
(١٤) سقطت من «م» : «بل إنما يجف»
(١٥) م : رطبة ويابسة (١٦) سا : متداخل جزءا
(١٧) ط : معتد بها (١٨) م ، ط : يكون
(١٩) م : يتطرق (٢٠) م ، ط : ولا يمتد ولا ينحنى
(٢١) ط : التي يتكون
(٢٢) سقط فى م من «بل كنفس الجمد» إلى قوله «ليس بجمد»
(٢٣) سا : بكلتيها (٢٤) د : فضل عن
(٢٥) ط : يتطرق
(٢٦) م : خصوصا