وبين المنعصر والمنطرق (١) فرق ؛ لأن المنطرق متصل الأجزاء غير مشوب بجسم غريب. وإنما يتطامن جزء منه مجيبا للدافع (٢) ، لا بخروج (٣) شىء منه. والمنعصر يتطامن بخروج شىء (٤) منه ، ويخرج منه دائما ، إما مائية (٥) وإما هوائية (٦). ثم يجوز أن يبقى على حاله ، ويجوز أن لا يبقى. فالمنطرق (٧) هو المندفع إلى عمقه بانبساط (٨) يعرض له في القطرين الآخرين ، قليلا قليلا ، (٩) وهو يحفظ ذلك فى نفسه ، ويكون من غير (١٠) انفصال شىء منه.
والمنعصر يخالفه فى كلا الشرطين (١١) أو أحدهما. والمنعصر الذي يبقى على الهيئة التي يفيدها العصر ، إن كان يابسا يسمى متلبدا ؛ وإن كان رطبا يسمى منعجنا. ويقال (١٢) انعجان (١٣) أيضا (١٤) لاندفاع الأجزاء اليابسة فيما يخالطها من الرطوبة المائية ليشتد بذلك تداخلها.
ويعرض لكل منطرق (١٥) أن يترقق ، فيكون من حيث يندفع فى عمقه منطرقا ، (١٦) ومن حيث ينعصر فى عمقه أو يزيد ، فى قطريه الآخرين ، مترققا.
وأما المنحنى فهو الذي من شأنه أن يصير أحد جانبيه الطوليين (١٧) أزيد ، والآخر أنقص بزواله (١٨) عن الاستقامة إلى غيرها. وذلك يكون للين فيه مطاوع. ويكون ذلك لرطوبة فيه. (١٩)
والتمدد هو حركة الجسم مزدادا فى طوله منتقصا فى قطريه الآخرين. وذلك الجسم إما لزج وإما لين جدا. (٢٠) والأولى أن يسمى هذا (٢١) لدنا ، وهو الذي يقبل التمدد والعطف ، ولا يقبل الفصل بسرعة. وإنما يكون الحال كذلك في جميع ذلك ؛ لأنه يكون (٢٢) قد اشتد مزاج (٢٣) رطوبته ويبوسته ، حتى إن رطوبته لا تسيل ؛ (٢٤) بل تتماسك (٢٥) لشدة ما خالطها من اليبوسة.
__________________
(١) م : والمتطرق (٢) د : عجيبا للدافع
(٣) م : لا يخرج (٤) د : + من بخروج شىء
(٥) م «ما ماهية» بدلا من «مائية»
(٦) د : أو هوائية (٧) م : فالمتطرق
(٨) م : انبساط (٩) د : قليل (الثانية)
(١٠) د : ويمكن من غير (١١) د : كل الشرطين
(١٢) د : أو يقال (١٣) م : انعجنان ، وفى سا : انعجاف
(١٤) ب ، سقطت «أيضا» (١٥) ط : متطرق
(١٦) ط : متطرقا (١٧) م : الطولين ، وفى د : «الطوليين» مكررة.
(١٨) د : بزوالته (١٩) م : الرطوبة فيه
(٢٠) سا ، ب : ـ جدا (٢١) م : هذا الدنا
(٢٢) م : لأنه لا يكون (٢٣) د ، سا : امتزاج
(٢٤) م : يسيل
(٢٥) م ، ط : يتماسك