ما فيه أرضية غالبة. فكان يجب (١) أن نرى (٢) فى شىء من أجزاء التربة الأرضية ، مما ليس متكونا تكونا معدنيا ، شيئا فيه إشفاف ما أفكان (٣) لا تكون (٤) هذه الكيفية فاشية فى جميع أجزاء الأرض ، ولكان حكم الأرض حكم الماء أيضا والهواء. فإنها ، وإن امتزجت ، فلا يعدم (٥) فيها مشف. (٦) فالأحرى (٧) أن تكون الأرض (٨) ملونة (٩) لا ينفذ فيها البصر. فإنا نعنى باللون ما إذا جعل وراءه مرآة (١٠) لم تؤده إلى البصر.
والبساطة لا تمنع (١١) (١٢) أن يكون الجرم ملونا غير شفاف ؛ فإن القمر ، على مذهب الجمهور من الفلاسفة ، هذا شأنه. ثم إن أنكر ذلك منكر كان حاصل الأمر أنه لا كيفية للعناصر خلا ما ذكر. (١٣) وإن اعترف لم يكن (١٤) لها (١٥) إلا اللون لبعضها. وأما الطعم والرائحة فلا يوجد (١٦) لشىء منها إلا بالمزاج. فإن كان من ذلك شىء لشىء فعسى أن يظن أنه للأرض. وبالحقيقة لا رائحة لأرض لم تستحل (١٧) بالمزاج.
والأرض الصحيحة كالأرض التي يتولد فيها الذهب ، لا يوجد لها (١٨) رائحة البتة. وكذلك فى غالب (١٩) حال الأرض. ومما يعلم أن ذلك محدث بالمزاج ما نراه (٢٠) يشتد بالامتزاج. ثم إن كان للأرض طعم أو رائحة ، وكان للأشياء الأخرى بسبب الأرض ، فإنما يجب أن يحصل للمركب من الأرض وغيرها (٢١) ذلك الطعم ، وقد انكسر ، وتلك (٢٢) الرائحة وقد انكسرت. وأما طعم ورائحة غريبة فلا. فكيف (٢٣) تكون (٢٤) الطعوم والروائح المتضادة إلا أن تكون (٢٥) الرائحة قد تتولد (٢٦) بالامتزاج ، وليست إنما تستفاد (٢٧) من الأرضية على ما ظنه بعضهم ، وكذلك (٢٨) الألوان.
__________________
(١) سا : وكان يجب (٢) م : يرى ، وفى ط : ترى
(٣) د : وكان (٤) م ، ط : لا يكون
(٥) سا : لا نعدم (٦) سا ، د : شف
(٧) م ، د : فالأخرى
(٨) ط : أن يكون الأرض
(٩) د : ـ ملونة
(١٠) ط ، سا ، ب ، د : مرئى ، وفي م : مرأى ، وفى بخ مره
(١١) م ، ط : يمنع (١٢) م : ـ إن
(١٣) م ، ط : ذكروا (١٤) ط ، ب : فلم يكن
(١٥) سا : ـ لها (١٦) د : فليس يوجد
(١٧) م : لم يستحيل ، وفى ط : لم يستحل
(١٨) سا ، د : لا يوجد له
(١٩) م : ـ فى غالب (٢٠) م : يراه ، وفي ط : تراه
(٢١) سا ، د : وغيره
(٢٢) م : ـ تلك
(٢٣) سا : فكلا (٢٤) م : ـ تكون
(٢٥) م ، ط : يكون (٢٦) ط : يتولد
(٢٧) م ، ط : يستفاد
(٢٨) فكذلك