ونحن نشاهد فى المركبات طعوما وأراييح وألوانا ليست (١) فى البسائط. ونشاهد أيضا أفعالا تصدر (٢) عنها ليست فى البسائط ، لا صرفة ، ولا مكسورة ، وذلك مثل جذب المغناطيس للحديد والكهربا للتبن ، والسقمونيا للصفراء ؛ وأفعالا وأحوالا أخرى للجمادات (٣) والنبات ، بل للحيوانات. والحياة أيضا من هذه الجملة.
فمعلوم أن هذه الأشياء إنما تحصل (٤) لهذه (٥) الأجسام بعد المزاج. فمن الناس من ظن أن هذه الأفعال نسب تقع (٦) بين الممتزجات ؛ بل بين المجتمعات ، عند الذين لا يقولون بالمزاج ، وبين أمور أخرى. فيقولون إنه لا لون بالحقيقة ، وإن اللون الذي يرى هو وضع وترتيب (٧) مخصوص يكون للأجرام الغير المتجزئة (٨) بعضها عند بعض ، وعند الأجسام الشعاعية (٩) التي تقع (١٠) عليها ؛ وإن الطعوم أيضا هى (١١) انفعالات تعرض (١٢) من تقطيع حدة تلك الأجسام وزواياها (١٣) على نظم (١٤) مخصوص ، فيكون الذي يقطع تقطيعا إلى عدد كثير ، صغار (١٥) مقادير الآحاد ، شديد النفوذ يرى محرقا حريفا ؛ والذي يتلافى (١٦) تقطيعا (١٧) مثل ذلك يسمى حلوا. وكذلك فى الروائح ، وإنه لا طعم فى الحقيقة ولا لون ولا رائحة. (١٨) ولو كان لون حقيقى لكان طوق الحمامة لا يختلف حكمه عند البصر ، مع اختلاف مقامات الناظر ، إذا انتقل الناظر ، وجعل يستبدل بالقياس إليه وإلى الشمس ، وضعا بعد وضع.
ولو كان طعم حقيقى لكان الممرور لا يستمرئ العمل. فهذا مذهب قوم. وقوم (١٩) يرون أن الأمر بالضد ، وأن العناصر موجود فيها اللون والرائحة والطعم ، (٢٠) إلا أنها كامنة مغمورة بما لا لون له ولا رائحة له (٢١) ، وأن المزاج لا فائدة (٢٢) له فى حصول ما ليس من ذلك ؛ بل فى ظهوره. وهؤلاء أصحاب الكمون.
__________________
(١) ط : ليس (٢) ط : يصدر
(٣) م : للجماديات (٤) ط : يحصل
(٥) م : بهذه ، وفي سا : من هذه
(٦) سا : ليست تقع
(٧) م : وضع ترتيب (٨) م : غير المتجزئة
(٩) م : الشعاعة (١٠) ط : يقع
(١١) سا : ـ هى (١٢) م : يعرض
(١٣) م : زوايا (١٤) سا : نظم نظم
(١٥) م : صغير (١٦) م : يتلاقى ، وفي د : يلاقى
(١٧) م : تقطيع (١٨) م : ورائحة
(١٩) ب ، د : ـ قوم (الأولى)
(٢٠) ط : أو الطعم
(٢١) م : ـ له
(٢٢) سا ، د : لا فائدة فيه.