فإذا (١) الحشو مختلف ، والجرم الدائم السكون بالحرى أن يكون عادما ، فى طباعه ، (٢) الجزء ، (٣) وأن يكون مستحقا لكماله ذلك بدوام (٤) سكونه. والمبتلى بمرافقة (٥) جرم آخر دائم الحركة بالحرى أن يكون واحدا بطباعه للجزء ، وأن يكون مستحفظا لكماله ذلك بدوام حركته. وبالحرى (٦) (٧) أن يكون تالى كل واحد منهما جرما يقارنه (٨) فى الطبيعة ، وليس هو ، فتكون (٩) النار متلوة (١٠) إلى الوسط بالهواء ، والأرض متلوة (١١) إلى فوق بالماء ، وأن تكون (١٢) صورة الهواء بحيث يفيض عنها بعض الكيفيات مشابهة للنار ، وبعضها غير مشابهة ، (١٣) حتى لا تكون الصورة الهوائية هى (١٤) هى النارية. ولهذا ما كان الهواء حارا رطبا ، وأن يكون حال الماء (١٥) عند الأرض كذلك. ولهذا ما كان الماء باردا رطبا ، وأن يكون المتجاوران متناسبين فى كيفية ، (١٦) وأن يكون الأضداد متباعدة فى المكان.
فهذا هو الوصف (١٧) المحكم ، وعليه الوجود. لكن (١٨) الناس قد اختلفوا (١٩) أيضا ، وخالفوا الحق في أمر هذا الحشو ، وخصوصا فى أمر الأرض من جملتها. فإن الأرض اختلف فى عددها ، وفى شكلها ، وفى حركتها ، وفى سكونها ، وفى موضعها.
فطبقات (٢٠) من القدماء المائلين إلى القول بالأضداد ، وبأن الضدين مبدءان للكل ، الواقفين من ذلك (٢١) إلى جنبة القول بالخير والشر ، والنور والظلمة ، أفرطوا فى تمجيد النار ، وتعظيم شأنها ، وأهلوها للتقديس والتسبيح ، وكل ذلك لنورها وإضاءتها (٢٢) ورأوا الأرض مظلمة لا يستضيء باطنها بالفعل ، ولا بالقوة ، فأهلوها للتحقير والذم.
ثم رأوا أن الوحدة والثبات والتوسط من المعانى الواقعة فى حيز (٢٣) الخير والفضيلة ، وأضدادها
__________________
(١) ط ، د : فإذن (٢) د : طباعها
(٣) م : للجزى (٤) م : بدام
(٥) د : بموافقة. (٦) ب : جرم
(٧) فى د : وبالحرى أن يكون تالى الحركة بالحرى أنه يكون واحدا بطباعه فى الطبيعة
(٨) ب ـ يقاربه (٩) م ، ط : فيكون
(١٠) م متلوا (الأولى والثانية)
(١١) م متلوا (الأولى والثانية)
(١٢) م ، ط : يكون
(١٣) سا : شابهته ، وفى م : متشابهة م ، ط : مشابهته (الثانية) وفى «د» : متشابهة
(١٤) م : هى (١٥) م : المال.
(١٦) م : كيفيته. (١٧) سا : البرصف ، وفى «ب» : الرصف
(١٨) ط : ولكن (١٩) م : اختلفوا فيه.
(٢٠) م : وطبقات
(٢١) م : عن ذلك وفى «ط» : فى ذلك ، وفى د : ـ من ذلك.
(٢٢) ط : إضائتها
(٢٣) م : الحيز