لا خارجا عنه ؛ وإما أن يكون فيه مبدأ (١) حركة مستديرة ، فتكون (٢) مشاركة لها فى الجنس. (٣)
ونحن لا نمنع كثرة الأجسام المستديرة الحركة ، فيجب أن يكون آخر هذا العالم بالقياس منا لأجسام كثيرة مستديرة (٤) الحركة ، والعالم متناه ، لا بد له من جسم هو آخر الأجسام وتكون جملة ما بين الوسط وذلك الجسم هو كلية العالم ، ولا جسم خارجا عنه ، (٥) ولا هيولى (٦) غير متجسمة ؛ إذ لا وجود للهيولى ، بلا صورة. (٧) فلا تكون إذن مادة خارجة تتصور (٨) بصورة العالمية ، فتكون صورة العالمية (٩) مخصوصة بمادة واحدة يلتئم منها أمور (١٠) محصورة فى عالم واحد ، فلا يكون (١١) فى الإمكان وجود عوالم كثيرة ، فيكون العالم واحدا تاما محصلا فيه أصناف الطبائع البسيطة الممكن وجودها ، والحركات المستديرة والمستقيمة مستمرة إلى الأكوان والتراكيب منها ، (١٢) ويكون صانعها (١٣) مليا بأن يبلغ بالواحد (١٤) كمال الواجب في الحكمة على مقتضى الإمكان فى طباع (١٥) الوجود من غير حاجة إلى تكثير له.
آخر كتاب السماء والعالم. (١٦) والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد النبي وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وسلم تسليما دائما كثيرا.
__________________
(١) م : ـ مبدأ
(٢) م ، ط : فيكون
(٣) سا : لما فى الجنس.
(٤) بخ : لأجسام كثيرة مستديرة ، وفى ب ، ط : لأجسام مستديرة
(٥) وفى م سقط بعد ذلك من قوله «والعالم متناه» إلى قوله «ولا جسم خارجا عنه»
(٦) د : هيولا
(٧) م : ولا مصورة وفى سا : ولا صورة
(٨) ط : يصور
(٩) م : ـ فتكون صورة العالمية ، وفى ط : فتكون الصورة ..
(١٠) د : جملة أمور
(١١) م : ولا يكون
(١٢) م : منه
(١٣) م : ـ ويكون صانعها
(١٤) م فإن يبلغ بالواحد
(١٥) م : طبائع
(١٦) م : + والله أعلم. وينتهى الفن الثاني فى م : بالعبارة الآتية وهى : «آخر كتاب السماء والعالم والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد النبي وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. أما نهايته فى «ط» فهى : «تم الفن الثاني من الطبيعيات ويتلوه الفن الثالث فى الكون والفساد بعون الله ، والحمد لله وحده وصلواته على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله أجمعين وسلم تسليما كثيرا. أما فى «د» فنهايته هى : تم الفن الثاني من جملة الطبيعيات والحمد لله رب العالمين.