ولكن يجب أن تكون كثيرة على (١) نحو يجعل الكل ـ لو اجتمع كان المتمكن شيئا واحدا ومكانا (٢) واحدا بالعدد ، على ما بيناه. وهذا الاجتماع مما لا مانع (٣) له عنه فى طبعه. فإن الطبيعة الواحدة المتشابهة لا تقتضى (٤) الافتراق (٥) والتباين. ثم كيف صارت السماوات مختلفة الأمكنة (٦) وما الذي (٧) فرق بين أحيازها ، حتى صارت الأوساط كثيرة بالعدد؟
وقد تقرر (٨) من الأصول المتقدمة أن السماوات علة (٩) تحدد (١٠) سائر الأمكنة ، فلا تكون سائر الأمكنة علة تحدد (١١) حيزها. فينبغى (١٢) أن يكون لاختلاف أحيازها ، بحيث لا تتجاوز (١٣) ولا تحصل (١٤) (١٥) فى حيز مشترك علة غير طبيعتها ، وغير الأجسام الأخرى التي إنما تتحدد أمكنتها بها. ولا محاله أن ذلك قسر إن لم يكن أمرا طبيعيا ، لا طبيعيا من جهة الجرم ، ولا طبيعيا من جهة الأجسام الأخرى. (١٦) وقد منعتا أن ينقسر (١٧) هذا الجرم (١٨) فى الانتقال المكانى.
فإذا استحال أن يكون للمحددات المتشابهة (١٩) الطباع أحياز (٢٠) متباينة بالطبع لا (٢١) بالقسر ، الذي هو أيضا مستحيل ، استحال (٢٢) أوساط كثيرة.
فبهذه الأشياء ، نوضح (٢٣) أن لا عوالم كثيرة متجانسة طبائع البسائط. وإذ (٢٤) قد بينا أن الجسم السماوى هو الجسم المحدد للحركات المستقيمة مشتملا عليها ، ولا جسم خارجا عنه مباينا له فى عالم آخر ، فبقى أنه ، إن كان جسم آخر فيكون محيطا به ، فلا يخلو (٢٥) إما أن يكون ساكنا لا مبدأ حركة فيه ، وقد قلنا إن كل جسم ففيه مبدأ حركة ، وإما أن يكون فيه مبدأ حركة مستقيمة ، وقد (٢٦) قلنا إن الأجسام التي فيها مبادئ حركة مستقيمة إنما وجودها فى ضمن الجسم (٢٧) المحدد للجهات
__________________
(١) م ، سا : كرة على
(٢) ط : أو مكانا
(٣) سا ، د : ممانع (٤) ط : يقتضى (٥) د : الاقتران (٦) م : الأماكن
(٧) م : «واما الذي ، وفى ط : والشىء ، وفى سا ، د : وإيش
(٨) م : يقرر (٩) سا : علنه
(١٠) م : يحدد ، وفى سا : تحددت
(١١) م : يحدد (١٢) سا : فيجب
(١٣) م : يتجاوز. (١٤) ولا يحصل
(١٥) سا : تحصل. (١٦) ط : الأخر (١٧) م : يتفسر
(١٨) ط : الجو م+ السماوى
(١٩) د : المشابهة
(٢٠) م : أحيازا
(٢١) م : إلا (٢٢) سا ، د : استحالت.
(٢٣) سا : فهذه ... توضح ، وفى ط : يوضح
(٢٤) ب ، ط : إذا
(٢٥) م : ولا يحلو.
(٢٦) ط : فتد
(٢٧) م : الجسم