والجسم الحاشى يكون ، لا محالة ، إما فى حيز طبيعى له أو غير طبيعى له ؛ بل طبيعى لغيره ، (١) فيكون ، على كل حال ، حيزه مستديرا. (٢) لكن ذلك محال ؛ إذ (٣) فرضنا المجموع غير منحصر فى كرة واحدة ، فلا أحياز (٤) كرية كثيرة لطبقات (٥) أجسام مختلفة. فالحيز الجامع (٦) واحد. والمتحيز المجموع (٧) واحد.
هذا هو البيان المطلق. وأما إن جعل كل عالم فى الصورة كالعالم الآخر (٨) حتى تكون فى كل عالم أرض ونار وماء وهواء وسماء كما فى الآخر ، عرض أن تكون الأجسام (٩) المتفقة فى النوع تأوى إلى أماكن (١٠) طبيعية متباينة فى الوضع أو بالطبع (١١) وهذا قد دللنا على بطلانه ؛ بل (١٢) يجب ، كما أوضحناه فى الأصول الكلية أن يكون مكان الأرضين مكانا يصح أن تجتمع فيه جملتها كرة واحدة (١٣) وتملأه ، (١٤) وكذلك مكان كل واحد من العناصر. وإذا كان كذلك كان الأرض مثلا إما مقسورة الحصول فى الجميع ، فلا موضع طبيعى لها ، وهذا محال ؛ أو يكون أينها (١٥) طبيعيا (١٦) فى الجميع ، وقد بينا إحالة ذلك ؛ أو يكون موضعها الطبيعى واحدا بعينه ، وقد قسرت إلى مواضع أخرى. فكيف خلصت (١٧) عن الأجسام المحددة للجهات التي لا تنخرق؟ (١٨) وما الذي (١٩) ميز بينها؟ ويعرض أن تكون طبيعة (٢٠) واحدة تتحرك بالطبع إلى جهات متضادة.
وليس يعذر (٢١) فى هذا الباب كون الأرض (٢٢) كثيرة بالعدد ، حتى تكون لها أمكنة كثيرة بالعدد كلها تشترك (٢٣) فى أنها وسط ، كما أن (٢٤) الأرضين كلها تشترك فى أنها أرض ؛ وذلك أنه ، وإن كان لا شك (٢٥) فى أن الأجسام الكثيرة بالعدد لها أمكنة كثيرة العدد ،
__________________
(١): ـ يكون م : طبيعى لغيره (٢) سا : حيز مستديما
(٣) م ، سا : إذا (٤) م : لأحياز
(٥) سا : لطيفات (٦) د : والحيز الجامع
(٧) م : فالحيز المجموع
(٨) د : كما فى الأرض
(٩) ط. يكون للأجسام
(١٠) م ، سا د : ـ إلى ، وفى ط : مأوى وأماكن
(١١) م ، ب : أو باقى الطبع
(١٢) م : ـ بل
(١٣) م : «بشيء واحد» بدلا من «كرة واحدة»
(١٤) م ، «يتحرك» سا ، ب ويملؤه ، وفى د : ويملأ م : ولا موضوع ـ ، ط ب ، سا ، د : له
(١٥) د : أن يكون أينها (١٦) ط : أمكنتها طبيعيا
(١٧) م : حصلت
(١٨) م : ينحرق وفى د : تنحرف (١٩) م : وأما الذي
(٢٠) م ، ط : أن يكون طبيعة. (٢١) ط : يقدر ، وفى سا : بعده
(٢٢) سا ، د : الأرضين (٢٣) م ، ط : يشترك
(٢٤) سا : أن (٢٥) م : شك