النارية (١) الذاتية تبطل ؛ بل عندهم أن الأرض نار محفوظة (٢) فى جوهرها مسلوب عنها عارض التخلخل المفرط.
وإن رأوا أن العنصر أرض أقاموا التخلخل بدل التكاثف ، وعملوا بالعكس. وإن رأوه (٣) شيئا آخر عملوا فيه الضدين (٤) من التكاثف والتخلخل ، فجعلوه بحيث ، إذا تكاثف ، عنصرا أكثف منه ، وإذا تخلخل صار عنصرا ألطف منه وأخف ، (٥) من غير بطلان جوهريته.
وهاهنا (٦) أيضا قوم ينكرون وجود الكون ويثبتون الاستحالة ، مع فرضهم عناصر فوق واحد. (٧) فمنهم (٨) من يفرض العنصر الأرض والنار ؛ ومنهم من يفرضه الأرض (٩) والماء ؛ ومنهم من يفرضه الأرض والهواء والنار ، (١٠) ويلغى (١١) الماء ، فإن الماء عنده (١٢) ليس إلا هواء قد (١٣) تكاثف.
ومنهم من يقول بالأربع (١٤) ومع ذلك فيقول (١٥) بالاستحالة : ولا يرى (١٦) العناصر تقبل (١٧) كونا البتة.
لكن القائلين (١٨) بهذا القول قد ينقضون قول أنفسهم ؛ إذ يبدو لهم (١٩) (٢٠) أن يجعلوا القوة المسماة عندهم محبة وألفة قوة من شأنها أن تتسلط (٢١) مرة على العناصر الأربعة فتوحدها (٢٢) جسما متشابه الجوهر يسمونه الكرة. ثم إذا (٢٣) عاد سلطان القوة المضادة لها ، وهى التي يسمونها (٢٤) تارة عداوة وتارة غلبة ، وتارة بغضة ، فرقها طبائع أربع ، فتكون العناصر الأربعة إذا حصلت فى سلطان المحبة قد (٢٥) فسدت صورها التي بها هذه الأربع ، (٢٦) وقد منع من ذلك.
__________________
(١) م : النار (٢) م : بان محفوظة
(٣) م : وإن رأوا (٤) م : الضد
(٥) سا ، د : ألطف وأخف منه
(٦) م : ـ أيضا
(٧) سا ، ب ، د : واحدة : (٨) م : منهم (الأولى)
(٩) يفرض العنصر الأرض.
(١٠) ط : فالذى يفرض الأرض والهواء والنار
(١١) د : ويلق (١٢) م : ضده د
(١٣) م : وقد (١٤) م : بالأربعة
(١٥) م ، د : يقول (١٦) د : ويرى
(١٧) ط : يقبل (١٨) م : القائلون
(١٩) م : إذ يبدو (٢٠) د : يبدو أنهم
(٢١) م ، ط : يتسلط (٢٢) سا ، ب : فتوجدها
(٢٣) م : وإذا. (٢٤) ط : يسموها ، وفى ، سا : نسميه ، وفى ب : يسميه وفى د : يسمونه.
(٢٥) م : فقد (٢٦) م : الأربعة.