وأجزاء بيضا فيختلطان ويبرزان ، (١) فلا يميز الحس بينهما ، وإذا لم يميز الحس تخيل (٢) المجتمع لونا واحدا.
ومن هؤلاء من يرى أن الجزء الحار مثلا ليس فيه حامل ومحمول ، (٣) حتى يكون هناك جوهر وحرارة محمولة فيه ؛ بل يجعل (٤) الحرارة جزءا (٥) بنفسها.
ومنهم من يرى (٦) أن هناك حاملا ومحمولا ، ولكنه ليس من شأن الحامل أن يفارقه المحمول البتة.
ويشبه أن يكون بإزاء هؤلاء قوم يرون ما يسمى كونا ، ولا يرون للاستحالة (٧) وجودا البتة ، حتى يمنعوا أن يكون الماء يسخن ، وهو ماء ، البتة ؛ بل إذا سخن فقد استحال ذاته ، (٨) وأنه ما دام ماء ، ويرى أنه سخن ، (٩) فهو مختلط.
وقد ألجأ بعض المطالبات واحدا من المتفلسفة ، على مذهب نصارى بغداد ، إلى أن قال بذلك. (١٠)
وهنا قوم يرون الاستحالة ، ولا يرون كونا البتة ، وأكثر هؤلاء هم الذين يقولون بعنصر واحد ، إما نار. وإما ماء ، وإما هواء ، (١١) وإما شىء متوسط (١٢) بين هواء ونار وماء. (١٣)
فإن (١٤) رأوا أن العنصر نار مثلا كونوا عنه (١٥) الأشياء بالتكاثف فقط ؛ حتى أنه إذا تكثف حدا (١٦) من التكاثف صار هواء. (١٧) فإن تعداه إلى حد آخر صار ماء. (١٨) وإن تعداه إلى آخر حدود التكاثف صار أرضا ، ولا يجوزون ، مع ذلك ، أن تكون (١٩) جوهرية
__________________
(١) م : بيض يختلطان ويبردان (٢) ط : يتخيل
(٣) م ، ط : ولا محمول (٤) سا : نجعل
(٥) ط : جزءا وجوهرا ، وفى د ، سا : جزاء نفسها وجوهرا بنفسها
(٦) ط : يرون وجود. (٧) سا ، د : لاستحالة وفى م : الاستحالة
(٨) م : ـ ذاته (٩) د ، سا : سخين.
(١٠) م : ذلك (١١) م : وإما هواء وإما ماء
(١٢) ب : شيئا متوسطا
(١٣) م : ونار وهواء.
(١٤) م : + وأماد : ـ فإن ، و «ب» : وإن
(١٥) م : كو نوعيه
(١٦) م : جدا
(١٧) د : هواء فقط
(١٨) م : ـ حد آخر صار ماء ، وإن تعداه إلى
(١٩) م ، ط : يكون (١١) شفاء