فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن (١) وروى الفحام والبزي والحمامى عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في نارا تلظى بالليل وأما تشديد التاء من (كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ) بآل عمران [الآية : ١٤٣] و (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) بالواقعة [الآية : ٦٥] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية الزيني عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر وانفرد وبذلك الداني من الطريق المذكور فقط كما يفهم من النشر وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة : وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذر في النشر : عن ذكرهما بقوله ولو لا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا وذكر الدانيّ لهما اختيار والشاطبي تبعه إذ لم يكونا من طريق كتابيهما وتقدم ذكر تسكين راء (يأمركم) مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه.
واختلف في (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) [الآية : ٢٦٩] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم والحكمة مفعول ثان وإذا وقف وقف بالياء (٢) والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول والحكمة مفعول ثان ويقفون عليها بالتاء الساكنة (ورقق) الأزرق الراء من (خيرا) و (كثيرا) بخلف عنه وله التقليل في (أنصار) وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي واختلف في (نِعِمَّا) [الآية : ٢٧١] هنا والنساء [الآية : ٥٨] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العين وهي لغة هذيل وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن (و) اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين (٣) وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة وناهيك به وقال هو لغة النبي صلىاللهعليهوسلم كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام قال في النشر والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين
__________________
(١) أي على التشديد فيهن من المبهج لكن بخلف واستثنى (كنتم تمنون) و (فظلتم تفكهون) و (إن تولوا) فخففها و (لتعارفوا) فشدده.
(٢) أي : (يؤتي) عند الوقف عليها. [أ].
(٣) أي : يخطف كسرة العين خطفا دونما إشباع. [أ].