منه كالهمز المتأخر عن حرف المد والسكون اللازم نحو : (رَأى أَيْدِيَهُمْ ، وَجاؤُ أَباهُمْ)(١) ، وصلا ونحو : (آمِّينَ الْبَيْتَ) المائدة [الآية : ٢] فيجب المد وجها واحدا مشبعا عملا بأقوى السببين ، وهو معنى قول الطيبة ، وأقوى السببين يستقل فإن وقف على نحو جاءوا جازت له الثلاثة ، وخرج بقيد اتصال الهمز بحرف المد نحو : (أَوْلِياءَ ، أُولئِكَ ، جاءَ أَجَلُهُمْ ، فِي السَّماءِ إِلهٌ ، أَأَمِنْتُمْ)(٢) من حالة إبدال الهمزة الثانية حرف مد ، فلا يجوز المد بل يتعين القصر.
وقد استثنى القائلون بالمد ، والتوسط هنا أصلين مطردين ، وكلمة اتفاقا منهم.
أما : الأصلان فأحدهما أن يكون قبل الهمز ساكن صحيح متصل نحو : (الْقُرْآنُ ، والظَّمْآنُ ، ومَذْؤُماً ، ومَسْؤُلاً ، ومَسْؤُلُونَ) لحذف صورة الهمز رسما ، فيتعين القصر ، وخرج المعتل سواء كان مدا نحو : (فاؤُ) أو لينا نحو : (الْمَوَدَّةَ) الثاني أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو : (دُعاءً ، وَنِداءً ، وهُزُواً ، ومَلْجَأً) فالقصر إجماعا لأنها غير لازمة.
وأما : الكلمة (يُؤاخِذُ) كيف وقعت ، وهو استثناء من المغير بالبدل نحو : (لا تُؤاخِذْنا ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ) وقول الشاطبي ، وبعضهم (يُؤاخِذُكُمُ) متعقب بأن رواة المد كلهم مجمعون على استثنائه ، فلا خلاف في قصره ، واعتذر في النشر عنه بعدم ذكره في التيسير (٣).
واختلفوا في ثلاث كلم ، وأصل مطرد ، فأول الكلمات إسرائيل حيث وقعت فاستثناها صاحب التيسير ، ومن تبعه كالشاطبي ، ونص على مدها صاحب العنوان (٤) ، والهادي (٥) ، والهداية (٦) ، والكافي (٧) ، وغيرهم ، ثانيها : (آلْآنَ) المستفهم بها في موضعي يونس [الآية : ٩١] فاستثناها الداني في الجامع ، وابن شريح ، وابن سفيان ، وهو استثناء من المغير بالنقل ، ولم يستثنها في التيسير ، والوجهان في الشاطبية ، والطيبة ، وغيرهما والمراد الألف الأخيرة لأن الأولى ليست من هذا الأصل لأن مدها للساكن اللازم المقدر ، وسيأتي بسط ذلك بيونس إن شاء الله تعالى ، وخرج بقيد الاستفهام نحو : (الْآنَ جِئْتَ) ثالثها : (عاداً الْأُولى) بالنجم [الآية : ٥٠] وهي من المغير بالنقل استثناها
__________________
(١) حيث وقعت. [أ].
(٢) حيث وقعت. [أ].
(٣) انظر النشر الصفحة : (١ / ٣١٤). [أ].
(٤) هو الإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر : (١ / ٦٤). [أ].
(٥) هو الإمام ابن سفيان المالكي. النشر : (١ / ٦٦). [أ].
(٦) هو الإمام المهدوي. النشر : (١ / ٦٩). [أ].
(٧) هو الإمام ابن شريح. النشر : (١ / ٦٧). [أ].