بيس [الآية : ١٩] قرأه أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها مع الإدخال وخرج بهمز القطع نحو : (آلذَّكَرَيْنِ ، آلْآنَ) الأنعام [الآية : ١٤٣ ـ ١٤٤] وبيونس [الآية : ٥١ ، ٩١].
وأما : الذي بعده حرف مد ففي موضع واحد وهو (آلِهَتِنا) بالزخرف [الآية : ٥٨] فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن ولم يبدلها أحد عن الأزرق بل اتفق أصحابه على تسهيلها بين بين لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما والباقون بتحقيقها ، وهم : عاصم ، وحمزة الكسائي ، وكذا خلف ، وروح وافقهم الأعمش واتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف كراهة توالي أربع متشابهات ، وبيان ذلك أن (آلهة) جمع (إله) (كعماد) و (أعمدة) والأصل أآلهة** بهمزتين الأولى زائدة ، والثانية فاء الكلمة وقعت ساكنة بعد مفتوحة قلبت ألفا كآدم ثم دخلت همزة الاستفهام على الكلمة فالتقى همزتان في اللفظ الأولى للاستفهام والثانية همزة أفعله فعاصم ومن معه أبقوهما على حالهما وغيرهم خفف الثانية بالتسهيل بين بين فلو فصلوا بينهما بألف لصارت رابعة وهم يكرهون توالي أربع متشابهات كما تقدم ولم يقرأ أحد هذا الحرف بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيما وصل إلينا وأما ما جاء عن ورش من رواية الأذفوي من إبدالها فضعيف قياسا ورواية مصادم لأصوله كما في النشر فلا يعول عليه.
وأما : الذي بعده متحرك ، فحرفان (أَلَدُّ) بهود [الآية : ٧٢] و (آمَنْتُمْ) بالملك [الآية : ١٦] ، والقراء فيهما على أصولهم المتقدمة في نحو : (أَأَنْذَرْتَهُمْ) لكن لا يجوز المد للأزرق حالة الإبدال على الألف المبدلة لعدم السبب وهو السكون فالمد فيها بقدر ألف فقط وهو الأصلي ولا يجوز أيضا أن يجعل من باب (آمَنَ) لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط وخالف قنبل أصله في حرف الملك فأبدل الهمزة الأولى واوا من غير خلف وسهل الثانية من طريق ابن مجاهد من غير ألف وحققها من طريق ابن شنبوذ وهذا في الوصل فإن ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية على أصله.
وأما : الضرب المختلف فيه بين الاستفهام والخبر ولا يكون بعده إلا ساكن ويكون صحيحا ، وحرف مد فالساكن الصحيح وقع في آنذرتهم معا وآن يؤتي بآل عمران وأعجمي المرفوع بفصلت وآذهبتم طيباتكم بالأحقاف وآن كان بنون (١).
فأما (آنذرتهم) معا (٢) فعن ابن محيصن بهمزة واحدة ، والجمهور بهمزتين.
__________________
(١) هذه الآيات هي نفسها التي تم تخريجها أعلاه فليعلم. [أ].
(٢) قوله معا أي : في الموضعين بآل عمران. [أ].