مكسورة وإدغام الواو التي قبلها فيها وذهب آخرون إلى تسهيل الأولى منهما طردا للباب وهو من زيادة الحرز على أصله والإدغام هو المختار لهما واختلف أيضا في (لِلنَّبِيِّ إِنْ ، وبُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا) عن قالون فالجمهور على الإدغام ، وضعف في النشر جعل الهمزة فيهما بين بين وافقهما ابن محيصن بخلفه ، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني ، وكثير عنه من طريق الأزرق ، وقنبل فيما رواه الجمهور عنه من طريق ابن مجاهد ، وكذا رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى ، وتسهيل الثانية بين بين في الأنواع الثلاثة ، وقرأ ورش من طريق الأزرق فيما رواه عنه الجمهور من المصريين ، ومن أخذ عنهم من المغاربة ، وقنبل أيضا من طريق ابن شنبوذ فيما رواه عنه عامة المصريين والمغاربة بإبدالها حرف مد خالصا من جنس سابقها ففي الفتح ألفا وفي الكسر ياء وفي الضم واوا مبالغة في التخفيف وهو سماعي واختلف عن الأزرق في قوله تعالى (هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ ، والْبِغاءِ إِنْ) فروى عنه بعضهم جعل الثانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل وهو في التيسير من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه وقال أنه المشهور عنه في الأداء لكن عبر عن ذلك في جامعة بياء مكسورة محضة الكسر وأكثر من روى عنه هذا الوجه على إطلاق الياء المكسورة من غير تقييد بالخفيفة الكسر ، أو بالاختلاس كما يفهم من النشر (١) ، ولذا أطلقه في طيبته ، واقتصر في الشاطبية على الأول تبعا للداني في بعض كتبه ، فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه ، وقرأ أبو عمرو ، وقنبل من طريق ابن شنبوذ من أكثر طرقه وكذا رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى منهما في الأنواع الثلاثة مبالغة في التخفيف وافقهم اليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني وما ذكر من أن المحذوف هو الأولى هو الذي عليه الجمهور من أهل الأداء وذهب سيبويه وأبو الطيب وابن غلبون إلى أنها الثانية وتظهر فائدة الخلاف كما في النشر في المد فمن قال بالأول كان المد عنده من قبيل المنفصل ومن قال بالثاني كان عنده من قبيل المتصل وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين في الكل وافقهم الحسن ، والأعمش (٢).
تنبيه : في النشر إذا أبدلت الثانية حرف مد للأزرق وقنبل فإن وقع بعده ساكن نحو : (هؤُلاءِ إِنْ ، جاءَ أَمْرُنا) زيد في حرف المد لأجل الساكن ، وإن وقع بعده متحرك نحو : (فِي السَّماءِ إِلهٌ ، جاءَ أَحَدَهُمُ ، أَوْلِياءُ أُولئِكَ) لم يزد على مقدار حرف المد فإن وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف ، وذلك في الموضعين (جاءَ آلَ لُوطٍ ، جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ) فهل تبدل الثانية فيهما كما في سائر الباب ، أم تسهل فقط من أجل الألف بعدها؟ فقيل : لا تبدل لئلا يجتمع ألفان ، واجتماعهما متعذر بل يتعين التسهيل ، وقيل : تبدل كسائر الباب ، ثم فيها بعد البدل وجهان : أحدهما : أن تحذف للساكنين ، والثاني : أن لا
__________________
(١) انظر النشر الصفحة : (١ / ٣٦٨). [أ].
(٢) الحسن ، والأعمش تقدم ذكرهما في الصفحة : (١٠). [أ].