يجوز العمل به ، ولا يؤخذ به ، وذهب مكي ، وابن شريح ، والداني ، وشيخه فارس ، والشاطبي ، ومن تبعهم من المتأخرين إلى الأخذ به لكن بشرط صحته في العربية فإنه ربما يؤدي في الألف إلى اجتماع ثلاث سواكن مثلا نحو : (رَأَيْتَ)(١) وربما يتعذر في بعضه وذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمز ساكن نحو : (السُّواى) فهذا ونحوه ... لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة وعدم صحته نقلا على أن سائر الأئمة من العراقيين قاطبة والمشارقة لم يعرجوا على التخفيف الرسمي ، ولا ذكروه ، ولا أشاروا إليه لكن لا ينبغي ترك العمل به بشرطه ، اتباعا لخط المصحف ، وهذا هو المختار ، وعليه سائر المتأخرين ، فتبدل الهمزة بالشرط المذكور بما صورت به ، فما صور ألفا أبدله ألفا ، وما صور واوا أبدله واوا ، وما صور ياء أبدله ياء ، وما لم يصور حذفه ثم إنه تارة يوافق الرسم القياسي ، ولو بوجه فيتحد المذهبان وتارة يختلفان ويتعذر اتباع الرسم كما تقدم فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح ، وهو مخالف ظاهر الرسم ، وكان الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم لاعتضاد بموافقة الرسم ، ومعرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بما تؤل إليه في التخفيف ، أو يقرب منه فإن خففت ألفا ، أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء ، أو كالياء أن تكتب ياء أو واوا ، أو كالواو أن تكتب واوا أو حذفا بنقل أو إدغام ، أو غيره أن تحذف ما لم تكن أولا ، فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو : (سَأَصْرِفُ) أو لا نحو : (آمَنُوا) إشعارا بحالة الابتداء هذا هو القياس في العربية ، وخط المصحف ، وجاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود ، ووجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم ، وعرف لهم حقهم.
فما خرج : عن القياس من الهمز الساكن المتطرف فمن المكسور ما قبله (هَيِّئْ ، ويُهَيِّئْ لَكُمْ) رسم في بعض المصاحف صور الهمز فيهما ألفا كراهة اجتماع المثلين ، وكذا (مَكْرَ السَّيِّئِ ، والْمَكْرُ السَّيِّئُ) وإنكار الداني كتابة ذلك بالألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي ، وأيده صاحب النشر بمشاهدته فيه كذلك أيضا ، والوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها ، وانكسار ما قبلها ، فلا يجوز بالألف على الرسمي.
ومن المتوسط : رئيا* بمريم [الآية : ٧٤] كتبوها بياء واحدة ، فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين لأنها لو صورت لكانت ياء.
ومن المتوسط المضموم ما قبله (تُؤْوِي إِلَيْكَ ، والَّتِي تُؤْوِيهِ) كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو : (داوُدُ) فتبدل الهمزة في (تؤى* ، وتُؤْوِيهِ) واوا وفي رئيا* ياء مع الإظهار ، والإدغام ، وكذلك حذفوها في باب الرؤيا المضموم الراء
__________________
(١) حيث وقعت. [أ].