جراب عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن أميّة الأصغر عمله في ولاية إبراهيم بن هشام على مكّة والمدينة بغير إذنه فكتب إبراهيم إلى عامله أن يقف أبا جراب حتى يدفن بئره عند السّدّ ، ففعل ذلك فاستعان أبو جراب بأهل مكّة فغوّروا تلك البئر ودفنوا ذلك السّدّ.
السُّدُّ : بضم أوّله ، وهو الجبل الحاجز بين الشيئين ، والسّددة : أرض أودية فيها حجارة أو صخور يبقى الماء فيها زمانا ، الواحد سدّ ، بالضم ، قال الحازمي : السّدّ ماء سماء في حزم بني عوال : جبل لغطفان يقال له السّدّ ، وقال عرّام : السّدّ ماء سماء جبل شوران مطلّ عليه أمر رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، بسدّه ، ومن السّدّ قناة إلى قباء ، قال الإصطخري : وبالرّيّ قرية تعرف بالسّدّ منها على فرسخين يقال إن مفاتيح بساتينها المعروفة اثنا عشر ألف مفتاح ، وكان يذبح بهذه القرية كلّ يوم مائة وعشرون شاة واثنتا عشرة بقرة وثور. والسّدّ : حصن باليمن من أعمال عبد عليّ بن عوّاض.
سَدَدُ : موضع في شعر البحتري :
أهل فرغانة قد غنّوا به |
|
وقرى السّوس وألطا وسدد |
سُدّ يأجُوجَ ومأجوجَ : قيل : إن يأجوج ومأجوج ابنا يافث بن نوح ، عليه السلام ، وهما قبيلتان من خلق جاءت القراءة فيهما بهمز وبغير همز ، وهما اسمان أعجميان ، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجّت النار ومن الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة المحرق من ملوحته ، ويكون التقدير يفعول ومفعول ، ويجوز أن يكون يأجوج فاعولا وكذلك مأجوج ، قال : هذا لو كان الاسمان عربيّين لكان هذا اشتقاقهما ، فأمّا الأعجمية فلا تشتقّ من العربيّة ، وروي عن الشعبي أنّه قال : سار ذو القرنين إلى ناحية يأجوج ومأجوج فنظر إلى أمّة صهب الشعور زرق العيون فاجتمع إليه منهم خلق كثير وقالوا له : أيها الملك المظفّر إنّ خلف هذا الجبل أمما لا يحصيهم إلّا الله وقد أخربوا علينا بلادنا يأكلون ثمارنا وزروعنا ، قال : وما صفتهم؟ قالوا : قصار صلع عراض الوجوه ، قال : وكم صنفا هم؟ قالوا : هم أمم كثيرة لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، قال : وما أساميهم؟
قالوا : أما من قرب منهم فهم ستّ قبائل : يأجوج ، ومأجوج ، وتاويل ، وتاريس ، ومنسك ، وكمارى ، وكلّ قبيلة منهم مثل جميع أهل الأرض ، وأما من كان منّا بعيدا فإنّا لا نعرف قبائلهم وليس لهم إلينا طريق ، فهل نجعل لك خرجا على أن تسدّ عليهم وتكفينا أمرهم؟ قال : فما طعامهم؟ قالوا : يقذف البحر إليهم في كلّ سنة سمكتين يكون بين رأس كلّ سمكة وذنبها مسيرة عشرة أيّام أو أكثر ، قال : ما مكّنني فيه ربي خير فأعينوني بقوّة تبذلون لي من الأموال في سدّه ما يمكن كلّ واحد منكم ، ففعلوا ، ثمّ أمر بالحديد فأذيب وضرب منه لبنا عظاما وأذاب النحاس ثمّ جعل منه ملاطا لذلك اللبن وبنى به الفجّ وسوّاه مع قلّتي الجبل فصار شبيها بالمصمت ، وفي بعض الأخبار قال : السّدّ طريقة حمراء وطريقة سوداء من حديد ونحاس ، ويأجوج ومأجوج اثنتان وعشرون قبيلة ، منهم الترك قبيلة واحدة كانت خارج السدّ لما ردمه ذو القرنين فسلموا أن يكونوا خلفه ، وسار ذو القرنين حتى توسط بلادهم فإذا هم على مقدار واحد ، ذكرهم وأنثاهم ، يبلغ طول الواحد منهم مثل نصف طول الرجل المربوع ، لهم مخاليب في مواضع الأظفار ولهم أضراس وأنياب كأضراس السّباع