سَرْحٌ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره حاء مهملة ، والسرح : المال يسام في المرعى من الأنعام ، والسرح : شجر له حمل وهو الألاء ، الواحدة سرحة ، قال الأزهري : هذا غلط ليس السرح من الألاء في شيء ، قال عنترة العبسي :
بطل كأنّ ثيابه في سرحة ، |
|
يحذى نعال السّبت ليس بتوأم |
فقد بيّن أن السرح من كبار الشجر ، ألا ترى أنّه شبه الرجل بطوله والألاء لا ساق له؟ قال : والسرح كلّ شجرة لا شوك فيها ، وقال عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه : إن بمكان كذا سرحة سرّ تحتها سبعون نبيّا ، فهذا أيضا يدل على أن السرح شجر كبار. وذو السرح : واد بين مكّة والمدينة قرب ملل ، قال الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب :
تأمّل خليلي هل ترى من ظعائن |
|
بذي السرح أو وادي غران المصوّب |
جزعن غرانا بعد ما متع الضّحى |
|
على كلّ موّار الملاط مدرّب |
وواد بأرض نجد وموضع بالشام عند بصرى.
سَرْحَةُ : بلفظ واحدة السرح المذكور قبله : مخلاف باليمن ، وهو أحد مراسي البحر هناك ، وهو موضع بعينه ذكره لبيد :
لمن طلل تضمّنه أثال |
|
فسرحة فالمرانة فالخيال؟ |
فأمّا الذي في قول حميد بن ثور حيث قال :
أقول لعبد الله بيني وبينه : |
|
لك الخير خبّرني فأنت صديق |
تراني إن علّلت نفسي بسرحة |
|
من السرح موجود عليّ طريق |
أبى الله إلّا أنّ سرحة مالك |
|
على كلّ سرحات العضاه تروق |
فقد ذهبت عرضا وما فوق طولها |
|
من السّرح إلّا عشّة وسحوق |
فلا الظلّ من برد الضّحى تستظلّه ، |
|
ولا الفيء من برد العشيّ تذوق |
فإنّما هو كناية عن امرأة لأن عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه ، أنذر الشعراء وقال : والله لا شبّب رجل بامرأة إلّا جلدته. والسرحة : باليمامة موضع بعينه ، عن الحفصي ، وأنشد :
أيا سرحة الركبان ظلّك بارد ، |
|
وماؤك عذب لا يحلّ لشاربه |
ليس في البيت دليل على أنّه موضع ولكن كذا قال.
سَرْخ آباذ : من قرى الرّيّ معروفة ، والله أعلم.
سَرْخَس : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الخاء المعجمة ، وآخره سين مهملة ، ويقال سرخس ، بالتحريك ، والأوّل أكثر : مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو في وسط الطريق ، بينها وبين كل واحدة منهما ستّ مراحل ، قيل : سميت باسم رجل من الذّعار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع وعمّره ثمّ تمّم عمارته وأحكم مدينته ذو القرنين الإسكندر ، وقالت الفرس : إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا فبنى بها مدينة فسمّاها باسمه ، وهي سرخس هذه ، وهي في الإقليم الرابع ، طولها ثلاث وثلاثون درجة وثلث ، وعرضها سبع وثلاثون درجة ، وهي مدينة معطشة ليس لها في الصيف إلّا ماء الآبار العذبة وليس بها نهر جار إلّا نهر يجري في بعض السنة ولا يدوم ماؤه وهو فضل مياه هراة ، وزروعهم مباخس ، وهي مدينة