والساج شاهقة نفيسة ، والجامع على الساحل له منارة حسنة طويلة في آخر الأسواق ، ولهم آبار عذبة وقناة حلوة ، وهم في سعة من كل شيء ، وهو دهليز الصين وخزانة الشرق والعراق ومغوثة اليمن ، والمصلّى وسط النخيل ، ومسجد صحار على نصف فرسخ ، وثمّه بركت ناقة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ومحراب الجامع بكوكب يدور فتارة تراه أصفر وتارة أحمر وأخرى أخضر ، هكذا قال ولا أدري كيف كان بروك الناقة ، وفتحها المسلمون في أيام أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، في سنة ١٢ صلحا ، وإليها ينسب أبو علي محمد بن زوزان الصحاري العماني الشاعر ، وكان قد نكب فخرج إلى بغداد فقال يتشوّق بلدته من قصيدة :
لحى الله دهرا شرّدتني صروفه |
|
عن الأهل حتى صرت مغتربا فردا |
ألا أيها الركب اليمانون بلّغوا |
|
تحيّة نائي الدار لقّيتم رشدا |
إذا ما حللتم في صحار فألمموا |
|
بمسجد بشّار وجوزوا به قصدا |
إلى سوق أصحاب الطعام فإنّه |
|
يقابلكم بابان لم يوثقا شدّا |
ولم يرددا من دون صاحب حاجة |
|
ولا مرتج فضلا ، ولا آمل رفدا |
فعوجوا إلى داري هناك فسلّموا |
|
على والدي زوزان وقّيتم جهدا |
وقولوا له إنّ الليالي أوهنت |
|
تصاريفها رفدي ، وقد كان مشتدّا |
وغيّبن عني كلّ ما قد عهدته |
|
سوى الخلق المرضيّ والمذهب الأهدى |
وليس يضرّ السيف إخلاق غمده |
|
إذا لم يفلّ الدّهر من نصله حدّا |
صَحْرَاءُ أُمّ سَلِمَةَ : قال أبو نصر : الصحراء من الأرض مثل ظهر الدابة الأجرد التي ليس بها شجر ولا آكام ولا جبال ملساء يقال لها صحراء بيّنة الصحر ، والصّحراء : هو موضع بالكوفة ينسب إلى أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد ابن المغيرة المخزومية زوجة السفّاح ، وبالكوفة عدة مواضع تعرف بالصحراء كما بالبصرة عدة مواضع تعرف بالجفر والمعنى واحد ، فبالكوفة صحراء بني أثير نسبت إلى رجل من بني أسد يقال له أثير بالكوفة ، وصحراء بني عامر ، وصحراء بني يشكر ، وصحراء الإهالة : هي مواضع لا أدري بالكوفة أو غيرها.
صحراء البَرْدَخْت : هي محلّة بالكوفة نسبت إلى البردخت الشاعر الضّبّي العكلي واسمه علي بن خالد.
صحراء المُسَنّاة : موضع كانت به وقعة للعرب لا أحقّ موضعه ، ومنه يوم الصحراء.
الصَّحْصَحَانُ : هو المكان المستوي : موضع بين حلب وتدمر ، ذكره أبو الطيّب فقال :
وجاءوا الصحصحان بلا سروج |
|
وقد سقط العمامة والخمار |
صَحْصَحٌ : موضع بالبحرين.
صَحْنُ الحَيْلِ : صحن بالنون ، والحيل بالحاء المهملة ، ولام ، كذا وجدته بخطّ التبريزي في قول المفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب ، وفيه بخطّه ما صورته : موضع وهي منازل أشجع بإيلياء.
صَحْنٌ : بالفتح ثم السكون ، ونون ، وصحن الدار والموضع : وسطه ، وصحن : جبل في بلاد سليم