وبأنها زائدة في الإعراب دون المعنى ، فمحل مجرورها في نحو : «ربّ رجل صالح عندي» رفع على الابتدائية ، وفي نحو : «رب رجل صالح لقيت» نصب على المفعولية ، وفي نحو : «ربّ رجل صالح لقيته» رفع أو نصب كما في قولك : «هذا لقيته» وبجواز مراعاة محلّه كثيراً وإن لم يجز نحو : «مررت بزيد وعمراً» إلاّ قليلاً.
وإذا زيدت «ما» بعدها ، فالغالب أن تكفّها عن العمل وأن تهيّئها للدخول على الجمل الفعليّة وأن يكون الفعل ماضياً لفظاً ومعنىً كقول ابن عباس في علي (عليه السلام) :
«فلربّما رأيته يخرج حاسراً بيده السيف إلى الرجل الدّراع فيقتله» (١).
ومن إعمالها قول عديّ بن الرعلاء :
١١٠ ـ ربّما ضَربَة بسيف صَقيل |
|
بَيْنَ بُصْرى وطَعنَة نَجلاء (٢) |
ومن دخولها على الجملة الاسمية قول أبي دؤاد :
١١١ ـ ربّما الجامِلُ المؤبَّلُ فيهم |
|
وعناجيجُ بينهنّ المِهارُ (٣) |
وقيل : لا تدخل المكفوفة على الاسميّة أصلاً وإن «ما» في البيت نكرة موصوفة و «الجامل» خبر لـ «هو» محذوفاً والجملة صفة لـ «ما».
ومن دخولها على الفعل المستقبل (رُبَما يَوَدُّ الّذينَ كَفَرُوا) (الحجر / ٢).
وفي «ربّ» ستّ عشرة لغة : ضم الراء وفتحها وكلاهما مع التشديد
__________________
١ ـ مناقب ابن مغازلي : ٧١.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٠٤.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٠٥.