تنبّه فاعبدالله ، ثم حذف «تنبّه» وقدم المنصوب على الفاء إصلاحاً للفظ كيلا تقع الفاء صدراً.
مسألة
الفاء في نحو : «خرجتُ فإذا الأسدُ» زائدة لازمة عند الفارسي والمازنيو جماعة ، وعاطفة عند مبرمان وأبي الفتح ، وللسببية المحضة كفاء الجواب عند أبي اسحاق ، ويجب أن يحمل على ذلك مثل : (إنّا أعْطَيْناكَ الكَوثَرَ فَصَلّ لِرَبّكَ) (الكوثر /١ و ٢)؛ إذ لايعطف الإنشاء على الخبر ولا العكس ، ولا يحسن إسقاطُها ليسهل دعوى زيادتها.
مسألة
(أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأكُلَ لَحْمَ أخيهِ مَيتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (الحجرات /١٢) قدر أنهم قالوا بعد الاستفهام : لا ، فقيل لهم : فهذا كرهتموه ، يعني والغيبة مثله فاكرهوها ، ثم حذف المبتدأ وهو «هذا» وقال الفارسي : التقدير : فكما كرهتموه فاكرهوا الغيبة ، وضعفه ابن الشجري بأن فيه حذف الموصول ـ وهو «ما» المصدرية ـ دون صلتها ، وذلك رديء ، وجملة (واتّقُوا الله) (الحجرات /١٢) عطف على (ولايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعضاً) (الحجرات /١٢) على التقدير الأول ، وعلى «فاكر هوا الغيبة» على تقدير الفارسي. وبعدُ فالصواب : أن ابن الشجري لم يتأمل كلام الفارسي. فإنه قال : كأنهم قالوا في الجواب : «لا» فقيل لهم : «فكرهتموه فاكرهُوا الغيبة واتقوا الله» ، فـ «إتقوا» عطف على «فَاكْرهُوا» وإن لم يذكر كما في (اضربْ بِعصاكَ الحجر فَانْفَجَرَتْ) (البقرة /٦٠) والمعنى : فكما كرهتموه فاكرهوا الغيبة وإن لم تكن «كما» مذكورة ، كما أن «ما تأتينا فتحدّثنا» معناه :